غسيل الدماغ والإخوان المسلمين
د. محمد ابراهيم بسيوني
عميد طب المنيا السابق
منهج غسيل الدماغ (Brain Washing) الذي
يعتبر المنهج الرئيسي لتنظيم الإخوان المسلمين وجميع جماعاتها الإرهابية داعش
والقاعدة والنصرة وأخواتها، هو أسلوب قديم استخدمه المصريون القدماء وتم تطويره
عبر التاريخ، ولكن أشهر من استخدمه هم الصينيون الشيوعيون في عام ١٩٥٠ عندما كان
الصينيون يطبقون برنامج يسمى بالإصلاح الفكري الشيوعي الصيني، حيث اعتقد الصينيون
أن الأفراد الذين لم يتعلموا في مجتمع شيوعي لديهم أفكار برجوازية ويجب إعادة
تعليمهم قبل أن يأخذوا مكانهم في المجتمع.
وأول من ابتكر المصطلح
"غسيل المخ"، الصحفي الأمريكي ( ادوارد هانتر Edward Hunter) إذ لاحظ
ان ثلث الأسري الأمريكيين في الحرب الكورية اتخذوا اتجاها ضد وطنهم. كانت ظاهرة
غريبة ان يعود الأسري الي بلادهم بأفكار عدائية ضد بِلادِهِم في تاريخ الحروب
واتضح ان الشيوعين أول من ابتكر غسيل أدمغة الأسري. المنهج الشيوعي في الحرب
الكورية اتبع مخططات وأساليب ممنهجة لإقناع اسري الحرب غير الشيوعيين التسليم
بمبادئ منهج الشيوعية والاشتراكية. منهج غسيل الأدمغة تبنته دول الغرب وأمريكا
التي استخدمت التقنية لتخريب السلوك ليصبح المغرر بهم مسلوبي الإرادة وضد دينه
ووطنه وولاة أمره. مصطلح غسيل الأدمغة الشيوعي المنشأ أعطاه الغرب مسميات أخري مثل
التحوير الفكري المذهبي التي أطلق عليها الرئيس بوش الابن "حرب الأفكار".
مصطلح غسيل الأدمغة هو تغير الاتجاهات النفسية والفكرية وهي أشبة بإعادة التعليم
وتحويل فكر شباب المسلمين الي الاعتقاد بتقيضها والدفاع عنها.
أسلوب غسيل أدمغة الشباب اهتم
بها علماء الحرب النفسية وعلم النفس والعلاقة بين وظائف الأعضاء وسيطرتها علي
المخ. قام العالم "إيفان بافلوف" بإجراء تجارب غسل ادمغة علي الحيوانات
وخاصة الكلاب التي استجابت للتوحيهات مثل الإنسان تبعا لاختلاف طباعها الموروثة.
أثبتت تجارب بافلوف علي الكلاب التي تنهار كالآدميين
حينما يصبح معيار صدمة غسل الدماغ اكبر بحيث لاتستطيع اجهزتها العصيبة السيطرة
عليها. قال العالم بافلوف يختلف مقدار التوتر العصبي الذي يستطيح الانسان او
الحيوان تحملة دون ان يصاب بانهيار التي تقلل بالاجهاد او المخدرات. "وليم
جنت" طبيب علم النفس قال ان اكتشافات بالفلوف علي ادمغة الكلاب وتطبيقها علي
الشباب ليصبح مستعدا لتلقي الاوامر التي لا تقبل للشخص العادي. قال وليم جنت ان
اكتشافات بالفلوف تساعد في غرس معتقدات وانماط سلوكية جديدة ظاهرة في كثير من
الحالات في مرضي الطب التفسي. وليم جنت قال انه يمكن حدوث زيادة في الاثارة لحد
الانهاك الانفعالي والانهيار الي الاستسلام الهادي الصامت اما بوسائل سيوكولوجية
او عقاقير. علماء الطب النفسي لم يتفقوا مع بافلوف بقوله بالامكان غسل الدماغ وجعلة
خاليا من الانطباعات القديمة وانها يمكن ان تعود الي قوتها وصحتها. عقل الانسان
متميز بقواه العقلية التي وهبه الله اياه: بقولة تعالي (ان في ذلك لايات لقوم
يعقلون) (ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون) الروم ٢١و٢٤. منهج هذا التنظيم المجرم
اتبعوا من الاساليب الاجرامية بغسل عقول الشباب حتي اصبح مسلوب الاراده ويفجر نفسه
مستسلما لتوجيهات قائده المباشر. قادة الاخوان والجماعات الارهابية استخدمت اساليب
الشيوعيين في تحويل عقول الشباب المسلم الذي يهبط الي مستوي الحيوان تماما او اقل.
قال تعالي (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالانعام بل هم اضل
سبيلا) (ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون). التسلح بقوة الايمان
وعقيدة التوحيد علي كتاب الله وسنة رسول الله فيها من القوي الروحية الايمانية
التي تثبت المسلم في اوقات الشدة. التأثيرا الشيوعي في غسل ادمغة الاسري الامريكين
والبريطانين الذين انهار اغلبهم بينما صمد الجنود الاتراك المسلحين بعقيدة الاسلام
ولم ينهاروا !!!!
ومن منابع انحراف الشباب التي
يشرف علبها شخصيات كنا نحسبهم أصحاب دعوة لعقيدة الإسلام واتضح انهم طلاب دنيا لا
دين، انهم قادة الإرهاب الذين يستهدفون المراهقين قليلي الوعي او الذين يتعرضون
لصعوبات في الحياة فينضمون لهذه الجماعات التي تشحنهم بعقيدة منحرفة عن الإسلام
الصحيح. الشباب المغرر بهم هم ضحية تنظيم الأخوان المسلمين الذي استخدم معهم
العواطف الدينية حسب مفهوم سيد قطب الذي حرف تفسير القرأن علي الكيفية التي
يريدونها. قادة الارهاب غسلوا أدمغة الشباب حتي اصبحوا مسلوبي الارادة والطاعة
العمياء لامير الجماعة باعتقادهم ان عصيان اوامره تخرجه من دين الاسلام. في ظني ان
الذين يجب محاكمتهم هم قادة الفتنة والضلال المهووسين بالتخريب والافساد في الارض
بفكرهم الحركي المنحرف عن عقيدة الاسلام، فالمغرر بهم للانضمام للجماعات الارهابية
تم شحنهم بفكر مغلوط بانهم المسلمين وغيرهم كفرة كما قال سيد قطب في كتبه التي
مكانها الحرق في الوطن العربي كله. تتظيم الاخوان المسلمين اتبع منهج خبيث لبرمجة
الشباب وشحنهم بثقافة الحقد والكراهية علي المجتمع وولاة الامر وحتي الوالدين
واهله وعشريته. ايديولوجيات الفكر الظلامي لتنظيم الاخوان المسلمين انتشر كالسرطان
في بعض المكتبات والمدارس والجامعات والجمعيات الخيرية والاعلام والقنوات
الفضائية. وتحصين شباب الامة من افكار هذا التتظيم المنحرف عن الاسلام الذي تحالف
مع اعداء الدين لهدم الدين الاسلامي والمجتمع، اصبحت مهمة صعبة ووطنية وخاصة
للاسرة والمدرسة.
0 تعليقات