آخر الأخبار

في عاصمتنا .. كان هنا مطار..!!




في عاصمتنا .. كان هنا مطار..!!

كتبت /عفاف محمد
لكم كنا نترنم بصوت الطائرة؛ وكان هديرها ملفتاً. فنرهف اسماعنا ونرفع أعناقنا ونرنو بنظراتنا للسماء والبسمة تكسو ملامحنا. فكم كانت الطائرة توحي لنا بالسلام...!!

كانت أجنحتها الطويلة في كبد السماء ومعها تطير أحلامنا وترفرف حولها أرواحنا.
وكم كنا نسعد ان نحن زرنا المطار.. لنترقب الطائرات المتراصّة في ساحة المطار ونحن ننتظر وصول مسافرينا. وكم كنا في طفولتنا نبتهج ان نحن لعبنا وتشاقينا في صالة المطار...

وفجأة.. تحولت الطائرة المجنحة لكابوس جثم علينا في شهر آذار وتحديداً ليلة 26 منه.
ومن بعد تلك الليلة الليلاء كرهنا صوت الطائرة وشكل الطائرة وكل شيء يتعلق بالطائرة..

وتحول المطار لركن مهجور ومبنى مهدور فقصفوه بغارات تلو الغارات... وتلاشت معالم المطار في موطني واشتد الحصار فلا طائرات تغادر ولا أخرى تصل ..!

وما عدنا نزور صالة المطار او نودع المسافرين أو حتى نستقبلهم والسعادة تسبقنا لباحة المطار...

وهكذا أنهى تحالف العدوان حكاية ممتدة بالأحلام والأمل والوعود المستقبلية الحالمة بأن تعانق صفحات السماء وحلم وردي يكمن في مقعد مريح في أي طائرة..

ومع همجية قصفهم وحقد دمارهم وتعدد مجازرهم؛ ما عدنا نسمع غير أزيز الطائرات القاتلة التي جلبت لنا الموت. فقد مزقت أجساد البشر وفتت الحجر.

واصبح مطارنا مهجوراً إلا من بقايا حطام الطائرات.!!

طال الأمد. فمتى يعود مطارنا لتدب فيه الحياة والحركة؟؟؟!!!
متى يعود لعاصمتنا المطار؟؟؟!!!



إرسال تعليق

0 تعليقات