الربيع العربى وتقسيم المنطقة
ناجى عباس
قبل أسابيع كنت متجهاً في
نهاية الأسبوع الى باريس في عمل خاص - والتقيت في المطار احد الأصدقاء الألمان
ومعه زوجته - وهما دبلوماسيان - ما زالا في الخدمة حتى الآن، وعضوين في الحزب
المسيحي الديموقراطي الحاكم..كان لدينا كثير من الوقت في المطار والطائرة لتناول
الشأن العام في ألمانيا ومصر، ولفت انتباهي في كل ما قال أمرين:
أولاهما: خاص بألمانيا وأوروبا ويتعلق بحتمية مشاركة
اليمين المتطرف في حكومات الولايات - وبمرور الوقت أيضا على المستوى الاتحادي في ألمانيا
وكثير من الدول لأوروبية - وهذا سيحدث سواء قبلت الأحزاب التقليدية الكبيرة - التي
لم تعد كبيرة - أو رفضت .ما يعني ان التوجهات السياسية الألمانية - والأوروبية
ستختلف الى حد كبير عما نراه الآن حتى في منطقة الشرق الأوسط - ولم يوضح أكثر -
لكني فهمت
ثانيهما: ان جزءً من الخطط
الدولية المتفق عليها بشأن منطقة الشرق الأوسط في عام 2011 كان يقضي بالاعتراف
الفوري بدولتين على الأقل في مصر فور إعلانهما- والاعتراف بدولة فلسطين في سيناء
..بحسب الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في العالم بما فيهم بعض
دول أمريكا اللاتينية وإسرائيل - وان كثيراً من الدول الأوروبية داخل الاتحاد لأوروبي
كانت ستعترف سريعاً بدولتين في مصر - وان تلك الخطط جرى مناقشتها أربعة مرات على
الأقل في لندن بعد فوز الإخوان المسلمين عام 2005 ، في الانتخابات البرلمانية في
مصر ..وصُرف على تنفيذها الكثير - وبمشاركة مالية من دولتين عربيتين على الأقل
..مضيفاً ان تقدير ألمانيا حينها لو حدث ذلك لاعترف الروس أيضا بالدول الجديدة
الناشئة المنفصلة عن مصر
قلت له عظيم أنكم كنتم تعلمون
حجم التأمر على مصر وشعبها - وهذا يفسر موقف وزير خارجيتكم حينها جيدو فيسترفلله
الذي لم يخجل من إعلان تأييده للإخوان - لأسباب خاصة - ثم سألته وماذا عن موقف ألمانيا
الرسمي حيال ذلك - فابتسم وقال أنت تعلم ان ألمانيا كانت ستخالف القطيع ولن تعترف
بتلك الدول " المصرية " بضعة سنين على الأقل - وقبل ان تتأكد ان واقعاً أمريكيا
جديداً قد جرى فرضه في العالم ويجب التعامل معه .
سألته هل أبلغت السفير المصري
فلان في برلين حينها فقد كان " صديقك".
قال لم يكن أحد حينها يمكن ان
يسرب أية معلومات بهذا الخصوص من داخل برلين - لكني أتصور أن ألمانيا أبلغت
بطريقتها من يهمه الأمر في مصر في الوقت المناسب - وربما هذا احد أسباب العلاقات
المتوترة مع الولايات المتحدة الى جانب أسباب أخرى - ..كان هناك قراراً أمريكيا
بريطانياً للمنطقة كلها بالتقسيم مرة أخرى - حتى السعودية اقرب حلفاء الأمريكيين
في المنطقة كانت ستقسم لثلاث دول ، وكانت دولاً كاملة ستزول كالبحرين
وغيرها..وأجهضت مصر تلك الخطط.
وكثير من التفاصيل لم يحن موعد
كشفها بعد
استأذنته أن انشر جزء من
حوارنا مع مراعاة ما يجب مراعاته فأذن لي
0 تعليقات