السدة اليعقوبية
د.أحمد دبيان
قال تعالى (وَتَوَلَّى
عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ
الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ) يوسف ...
ولان الله قد خلق العالم وجعل
قانون السببية هو الآلية للتسيير
( كل شىء خلقناه بقدر )
لا يأتي الحدث والمعجزة إلا
بنفس قانون التسيير بما أوتينا من علم كسبى جاء جزءا من العلم الكلى ..
السدة أو الكاتاراكت
باللاتينية ، هى التفسير الأقرب لوصف العمى ببياض العينين والذي أصاب نبى الله
يعقوب حين ابيضت عيناه كوصف لتعتم العدسة فصار اللون الرمادى المائل للبياض هو
الوصف القرآني للسدة اليعقوبية او الكاتاراكت الذى أصابه جراء الحزن الشديد اثر
مؤامرة الإخوة على أخيهم ابن راحيل ( راشيل ) نبى الله يوسف .
هل الحزن يسبب الكاتاراكت ،
تنبئنا المراجع الطبية بان
الحزن والتوتر الشديد يزيد من إفراز الشوارد الحرة
Free radicals
وان الOxidative stress
أو الإجهاد التأكسدي والذى
يزيد كثيرا من مستوى الشوارد الحرة بسبب الحزن او الغضب او المرض الشديد قد يسبب
السدة وتعتم العدسة الشهيرة بمرض الكاتاراكت أو المياة البيضاء .
فى العادة الحل الجراحى هو
الأمثل فى اغلب الحالات وقديما وقبل تطور العلم كانت النظارات الغليظة العدسات هى
الحل المتوفر ومع تطور العلم صار زرع العدسة المتغيرة البؤر حلا مثاليا لمرضى
السدة او الكاتاراكت أو المياة البيضاء .
يبقى ان نتساءل هل توجد فى الأدبيات
الطبية حالات اختفاء تلقائي لتعتم العدسة ؟!!!
بالفعل توجد حالات نادرة
مذكورة لاختفاء تلقائي لتعتم العدسة ويعزوها الباحثين لاستعادة الجسم لهارمونية
انتقال الايونات و الصوديوم والبوتاسيوم والخلل الذى أصابهم جراء الحزن أو التوتر
الشديد .
ٱذْهَبُواْ بِقَمِيصِى هَذَا
فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِى يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِى بِأَهْلِكُمْ
أَجْمَعِينَ.
فكان إبصار يعقوب بقانون
السببية ، واستعادة توازنه حين شعر بان هذا قميص يوسف وانه لا يزال حيا كما آمن
ولم يفقد الأمل ولا أصابه القنوط ، وتأكده من حدسه حين جاءوه بدم كذب ، وإدراكه
ويقينه بأنهم قد تآمروا ، فكان يقينه الذى ثبت المعول الأول لاختفاء المياة
البيضاء لديه .
0 تعليقات