آخر الأخبار

الإمام زين العابدين القائد الفكري لخط الوعي الجديد(5)






الإمام زين العابدين القائد الفكري لخط الوعي الجديد(5)

علاء الموسوي الواسطى

القيادة الحضارية في مواجهة المشروع الأموي الجاهلي فمن يتصفح أحزان الإمام زين العابدين بعد استشهاد أبيه وإخوته وأهل بيته(صلوات الله وسلامه عليهم) والمرض الذي الم به ثم اخذ مقيدا بالأغلال هو ونسائه من أهل بيته على اقتضاب المطايا بغير وطاء يلفح وجوههم الهجير ويتوسدون التراب في الخربات التي ينزلوهم بها يجد ان كل ذلك لم يثنه عن تأجيج روح الثورة في نفوس الجماهير الإسلامية ضد الحكم الغاصب لأرث النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فيقف بكل شجاعة في وجه اعتي طواغيت عصره يعلم الأجيال فن المقاومة وإنها لا تنحصر بالخروج بالسيف بل لها وسائل أخرى أهمها:
أولا: الخطب المدوية والكلمات النورانية في مجالس الظالمين وطريق الأسر مما فت في عضد السلطات التي أرادت تسويق القضية على أنهم خوارج فاستطاع الإمام(صلوات الله وسلامه عليه) بما أعطي من فصاحة كشف زيف وكذب السلطة الأموية ونشر مظلومية أهل البيت(صلوات الله وسلامه عليهم) في الشام التي لا تعرف عن اهل البيت الا وجوب لعنهم في الصلاة فاستطاع الإمام ع تعريف الشام بعلي ع والأئمة من ذريته ومنهجهم الإنساني وفضح المنهج الأموي القائم على الجور والفساد, فحينما أدخلوا الإمام مع عماته وأخواته (صلوات الله وسلامه عليهم) على الطاغية عبيد الله بن زياد، لم يكتف بإظهار الشماتة بهم، حتى التفت إلى الإمام (ع) وقال" من أنت فقال: أنا علي بن الحسين، فقال: أليس قد قتل الله عليا بن الحسين؟ فقال له (ع): قد كان لي أخ يسمى عليا قتله الناس. فقال: بل الله قتله، فقال علي ابن الحسين(ع) الله يتوفى الأنفس حين موتها. فغضب ابن زياد وقال: وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للرد عليّ. اذهبوا به فاضربوا عنقه، فتعلقت به عمته زينب وقالت يا ابن زياد، حسبك من دمائنا. فقال علي بن الحسين عليهما السلام لعمته: اسكتي يا عمة حتى أكلمه، ثم أقبل عليه فقال: بالقتل تهددني يا ابن زياد أما علمت (أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة)" وبقيت هذه الكلمات شعار الأحرار ونشيد المقاومين على امتداد الأجيال. وهكذا كان الحال في مجلس يزيد في الشام حين عرَّفَ الرأي العام الشامي والإسلامي بشاعة الجريمة التي ارتكبها يزيد في استئصاله للعترة الطاهرة(صلوات الله وسلامه عليهم)، وأيقظ فيهم الرأي والشعور والتفكر، مما جعل الناس يتحدثون بإعجاب وإكبار عن خطاب الإمام الذي كان من ثمرات النهضة الحسينية ذلك الخطاب الذي صك سمع الملكوت على منبر الشام وأبان فضل العترة الطاهرة وفضح نهج الكفر الأموي بقوله: (أيُّها الناس، أُعطينا ستّاً وفُضِّلْنا بسبع، أُعطينا: العلمَ والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبّة في قلوب المؤمنين. وفُضِّلْنا: بأنّ منّا النبيَّ المختار محمّداً، ومنّا الصدِّيق، ومنّا الطيّار، ومنّا أسد الله وأسد رسوله، ومنّا سبطا هذه الأمّة (الحسن والحسين ومنا مهديها محمد بن الحسن العسكري) إلى أخر كلامه الشريف.


تتبعه الحلقة السادسة



إرسال تعليق

0 تعليقات