آخر الأخبار

هل مات الإرهاب بموت .. البغدادى ؟!






هل مات الإرهاب بموت .. البغدادى ؟!

د. محمد إبراهيم بسيونى

عميد طب المنيا السابق

قتل البغدادي لن يُنهي الفكر الداعشي، ذلك انه منذ مائتي عام قضى والى مصر محمد على على الحركة الوهابية ولكن ظلت أفكارها ترعى وتتوسع كأنها نار مؤججة حتى طالت الجميع. مقاومة الإرهاب ليست بتعقب الإرهابيين وفقط، بل بحرق مصانع تفريخهم، فطالما أرضهم لم تُجرف، ستنبت الشوك والحنظل المر ليقتلنا حصادها. المصنع هو كثير من كتب التراث الفقهي التي خالفت النص القرآني "الذي لا ريب فيه" وأقامت أدلتها من أحاديث مكذوبة وإجماع يخصهم، ولا دليل بقدسيته.

الخطأ الذي ندم عليه المرحوم الرئيس السادات لم يكن إخراج الإخوان من السجون فحسب بل في توجه كامل تبناه هو شخصيا وتبناه الإعلام وكافة مؤسسات الدولة. أراد المرحوم السادات التخلص من عصفورين بحجر واحد، الناصريون الذين أدركوا أنه يسير عكس خط ناصر واليساريون الذين ادركوا أن سياسة الانفتاح جريمة وكان الحجر هو الإخوان. ‏فأفسح المجال في الجامعات لقيام الإخوان بقمع طلبة اليسار والناصريين واتخذ لقب الرئيس المؤمن ونقل صلاته يوم الجمعة أسبوعيا وتبنى الإعلام خطابا دينيا فظهر نجمان في هذا الاتجاه الشيخ الشعراوى والدكتور مصطفي محمود وكان تصريحه الشهير (انا رئيس مسلم لدولة إسلامية). ‏فقد اخطآ الحسابات وتصور انه يستطيع استخدام الإخوان ثم التخلص منهم في الوقت المناسب. لم يضع الرئيس السادات في حسبانه عدة عوامل هامة للغاية. ‏العامل الأول تقديم التيار الإسلامي نفسه بديلا بعد إخفاق التيار القومي منذ هزيمة ١٩٦٧  وحتى المقاطعة العربية لمصر بعد معاهدة السلام ١٩٧٧. الثاني ازدياد المد الديني في المنطقة خاصة بعد الثورة الإيرانية  ١٩٧٩، ثم غزو السوفييت لأفغانستان في نهاية نفس العام. لم يحسب الرئيس السادات حساب هذه المستجدات.

كان الرئيس السادات الذي اشتهر بسياسة "الصدمة الكهربائية" مستعدا تماما للقيام بخطوة دراماتيكية تقلب الطاولة على الإخوان وحلفائهم والخطاب الأخير لسيادته يبين ذلك، لكن شهرا في عمره لم يكن كافيا
‏وكذلك ثقة جميع الإطراف فيه فالجميع سجنوا في يوم الخطاب ٥ سبتمبر وأطلقت الصحافة يومها عنوان ثورة ٥ سبتمبر.

اغتيل الرئيس السادات دون ان يتمكن من تنفيذ وعيده تجاه الإخوان فجاء الرئيس حسني مبارك متعهدا باستمرار مسيرة الرئيس السادات وفضل الدخول في مهادنات وشد وجذب وإدماج سياسي للإخوان بصورة غير رسمية واستمر الشد والجذب حتى امتلك الإخوان الحبل كله في ٢٠١٢. حصدنا أمس ونحصد اليوم ما تمت زراعته أول أمس فحين يتشوه الوعي وتكثر الألعاب البهلوانية في سيرك السياسة تضيع المصداقية.

إرسال تعليق

0 تعليقات