آخر الأخبار

‏قيم العمل الجماعى




‏قيم العمل الجماعى


د. محمد إبراهيم بسيوني
عميد طب المنيا السابق


يعشق المصرى العمل الفردي ويكره العمل الجماعي لكى ينسب الفضل لشخصه. طباع فرضتها البيئة والجغرافية والاحتباس داخل وادى ضيق مزدحم. المنتخب الوطني خسر الفوز في بطولة أمم أفريقيا، نتيجة التعود على ممارسة العمل الفردي، وظهور المفاضلة في ذلك سواء من المواطن أو الشخصيات العامة أو القيادية، أو المؤسسات. المواطن البسيط اعتاد على ممارسة العمل الفردي، وتلك ظاهرة لا تجيء بخير.

حضر للحاكم محمد على باشا ضابط بحرى من بقايا جيش نابليون بعد خلعه هارب الى مصر. فطلب منه الوالى محمد على معاينة الترسانة البحرية فى الإسكندرية وكتابة تقرير عنها واقتراحات تطويرها. ذهب الفرنسي فوجد الترسانة يرآسها معلم لبنانى والعمال نائمون على الرمل، منهم من يأكل او يدخن او يلهو وعدد قليل يعمل لفترة قصيرة ثم يمل فيحل محلهم من مل من الراحة. فحاول اغراءهم مرة بالمال ومرة بالنساء ومرة بالعقاب او الثواب دون فائدة.
‏حتى تفتق ذهنه عن تجميعهم، الصعايدة والاسكندرنية والدلتا فى مجموعات، وكل مجموعة تبنى سفينة، والمجموعة الأخيرة سيعر اهل بلده ويجلب لها المهانة بانها لم تنجب رجال.
‏بدل من انجاز مركب كل ستة شهور تم بناء مركب كل خمسة عشر يوما. فأفاد محمد على ان المصرى لا يقبل ان يكون رئيسه مصرى أطلاقا هو ليس أحسن منه فلا تجاوب بينهم، وأحسن حل هو اجتبى حمار يعزل ويشتم ويشخط ويدخل عليه رئيس العمال فقط ويخرج ليقول أوامر الباشا كده، وحقيقة هى اوامر الريس بهذه النصحية عين محمد على القادة شركس حمير والامر لريس.


‏يجب علينا إطلاق الأفكار المؤسسية الجماعية للوصول إلى الأهداف السامية المرغوبة، والصالحة على جميع الأطراف، لابد من إحياء قيم العمل الجماعي الذي يضفي قوة الشخصية على ممارسيه.

إرسال تعليق

0 تعليقات