اليمن... وخط المقاومة
عز الدين البغدادي
من بغداد إلى
بيروت... وقبل فوات الأوان من سيفهم الدرس؟
قبل سنوات قليلة
التقيت في طهران بالشيخ (م. ك) وهو شخصية لبنانية مؤثرة جدا في العراق رغم أنه غير
معروف إعلاميا، حدث بينه وبينه كلام ليس مناسبا أن أذكره الآن، وقتها قال مفتخرا
بأنّ محور المقاومة صار يتمتع بقوة كبيرة وأن الحراك الجنوبي في اليمن الآن ضمن
هذا المحور..
قلت له: شيخنا،
عندما يكون اليمن سعيدا كما كان يسمى فعندها سيكون أمرا يستحق الفخر والاعتزاز.
طبعا الشيخ كان
واهما جدا، والحراك الجنوبي الذي كان يفتخر به تحول لاحقا إلى حليف للإمارات!!
كنت ولا زلت وسأبقى
اعتبر نفسي مؤمنا بخيار المقاومة ضد الصهيونية، واعتقد أن أي موقف مهادن معها هو
موقف خاطئ سياسيا.
كما أني اعتقد أن كل
أو معظم ما أصاب الأمة خصوصا في ربع القرن الأخير يرجع الى السلوكيات السياسية
المدمّرة لحكام الخليج الذي كان سلوكهم السياسي مدمرا للأمة ككل وبشكل يصعب وصفه.
ورغم اعتزازي وتعاطفي غير المحدود مع أهلنا في اليمن الجريح، اليمن المقاوم، اليمن
العظيم إلا أني اعتقد أن هناك أخطاء سياسية كبيرة وقع فيها محور المقاومة عندما
نظر الى السلاح فقط، وأهمل قاعدته الجماهيرية.
قبل أيام كشف
التقرير الذي صدر عن برنامج الأمم المتحدة الإغاثي أنّه مُنذ اندلاع النّزاع عام
2014 تسبّبت الحرب في اليمن بزيادة نسبة الفقر في البلد من 47 بالمئة إلى 75
بالمئة بحُلول نهاية عام 2019″،
وأضاف التقرير “إذا استمرّ القتال حتى عام 2022 فستَدخُل اليمن التّصنيف العالميّ
كأفقر دولة في العالم، حيثُ يعيش حواليّ 80 بالمِئة من السكّان تحت خطّ الفقر.
حقيقة أفرح عندما
أسمع اليمن يحقق انتصارات على العدوان، لكن فرحي كان سيكون أكبر بكثير لو حققت
اليمن مشروع تنمية كما حققتها دول أخرى.
من ينظر الى المعركة
على أنها سلاح فقط فهو واهم جدا، لأنّ المعركة الأهم هي تهيئة وبناء قاعدة
اجتماعية ترتكز على المعرفة والحرية وتحقيق العيش الكريم. لذلك أقول: لنستفد من
أعدائنا، فالكيان الصهيوني المجرم نجح لا بالقوة العسكرية، بل بإنشاء بنية
اجتماعية واقتصادية وعلمية وقانونية قوية لكيانه، رغم أن المجتمع الصهيوني الداخلي
هو تجمع أشتاتٍ تختلف كثيرا بخلفياتها الثقافية جاءت من كل دول العالم.
ما حدث في العراق
وما يحدث في لبنان ناقوس خطر، من كان صاحب مشروع حقيقي فعليه أن يلتفت لها، من يرى
أن المقاومة ثقافة وخيار أمة فعليه أن يراجع حساباته، وأما من يعتقد أن المقاومة
مجرد سلاح، فأقول له: خذ حذرك.. فمشروعك في خطر، والخسارة لا سمح الله لن تأتي من
الخارج، بل من الداخل.
كلامي هذا لمن يؤمن
حقا بالمقاومة، وليس لمن يتعامل مع المقاومة على أنها موديل هذه المرحلة أو أنها
مشروع لكسب الأموال..
والله المستعان وهو
المعين.
0 تعليقات