آخر الأخبار

أجازة الجغرافيا والتاريخ








أجازة الجغرافيا والتاريخ


د.أحمد دبيان


حين تقرر الأمم فى فترات انحدارها، التمتع بإجازة ( تاريخية ، جغرافية) يجب عليها إدراك الكلفة الفادحة لهذه الأجازة الطوعية ،

حدث هذا فى فتنة اخناتون وتقلصت الدولة وتعاورتها قوى التمدد فى الشرق والغرب فى معادلة تاريخية جغرافية تكاد تثبت طرفيها ،


حدث ذلك أيضا فى عهد الكامل والذى تنازل طوعا عن جناحه الشرقى بعد حملة حنة دوبرين ورغم انتصاره للملك فريدريك ،

وكان ذلك بداية النهاية لدولة الأيوبيين
حدثت الأجازة التاريخية وتكررت فى عهد الوالي عباس الأول والخديوي توفيق الخائن بعد مشروع نهضوى حتى وان كان لصالح الفرد والأسرة العلوية ، لتقبع مصر خارج الجغرافيا والتاريخ الى ان قامت ثورة يوليو وجاء جمال عبد الناصر ليصيغ معادلة الأمن القومي المصرى فى صيغ دوائرها العربية والإفريقية وتأثيرها الديني ( المسيحي والاسلامى )


تكررت الإجازة فى عهد السادات بعد ان أصبحت مصر قوة تابعة ترسخ لمصالح الغرب فى عمليات نادى السفارى المشبوهه ففقدت دوائرها العربية والإفريقية والدينية وصارت تابعا لتعاط متطرف للدين ، واستمر هذا فى عهد مبارك وهانحن نحيا تتعاورنا سيوف الشرق والغرب والجنوب بحدود ملتهبة تتعاور الأمن القومى داخل الوادى وتهدد وجوده مائيا ، بعدو سرطانى فى الشرق ألقى بثانوياته التى تنشط فى الغرب والجنوب


أجازة الجغرافيا والتاريخ قد تمنحك ترف اللهو وقتيا فى بورتو المكان ولكنها بالتأكيد تلقيك والى الأبد خارج حدود الجغرافيا والتاريخ ، والزمان ......


وحين يدب وهن الاحتضار ، أما ان يتم الإنعاش سريعا، ليستعيد الجسد وظائفه ، أو ان تنهار الأعضاء متتابعات ويصبح التدمير الحادث غير قابل للتعافى أو الإصلاح.


القائد التاريخى هنا هو من يدرك هذا الحوار الأزلي ويستوعبه ويعنل على تجميع منمنماته سريعا ، وقد حدث هذا برجال أنجبهم وطن لا ينضب رحمه ، فكان حور محب ، وكان الظاهر بيبرس ، وكان جمال عبد الناصر ،


ولا زلنا فى انتظار جودو المنقذ أو الغائب الذى يعيد الصياغة مؤسسيا فى بلد عاش قرونا تحت ظل فراعين لم يكونوا فراعينا كما يجب ان يكون البرعا ، صاحب البيت ودرعه وحاميه .


إرسال تعليق

0 تعليقات