مؤامرة السفارة
عز الدين البغدادى
ما حدث في العراق لم يكن غريبا، فهو ردة فعل طبيعي لبلد تسلط عليه شرار أهل
الأرض، فسرقوا خيراته، ونشروا فيه الخراب والفساد، وعملوا لدول أجنبية يحملون
جنسياتها ويمثلون سياستها. أسباب الثورة موضوعية، وموجودة، قد تكون مفاجئة
للكثيرين لكنها ليست أمرا غريبا ولا شاذّا. من يريد أن يفهم ماذا يحصل ولماذا يحصل
بموضوعية وأنا أؤكد هنا على الموضوعية لأن كثيرا ممن حشيت رؤوسهم بالأوهام لا
يفهمون ولا يملكون اي قابلية للفهم، فهم يرددون بطريقة تخلو من الذكاء تبرير ما
يحصل بأنه عمل السفارة.
لا يعني هذا أن السفارة لا تفعل شيئا وأن الآلاف من موظفيها منشغلون
بمشاهدة الأفلام او ممارسة لعبة البوبجي، فبلد مستباح كالعراق تعمل فيها عشرات الأجهزة
الاستخباراتية والمنظمات المشبوهة تحت عناوين مختلفة لا يمكن ان تتعامل بلا بالاة
مع حدث كهذا. لكن كما أقول فإن أمريكا وغير أمريكا لا تصنع الحدث، لكنها ستحاول أن
تستثمره وأن تؤثر فيه. فمن يعتقد أن السفارة هي من أخرجت التظاهرات فإما أن يكون
غبيا وإما أن يمارس لعبة إعلامية سيئة وهو يعلم بخطئها وكذبها.
السفارة لا تجعل الشباب يتراكضون الى الموت، ولا تجعل طالبات المدارس مع
مدرساتهن يهتفن للوطن، ولا تدفع العجائز الفقيرات لصنع الطعام وحمله الى
المتظاهرين..
وأخيرا اقول لكم: امريكا المجرمة هي من أنشأت العملية السياسية، وهي من
وضعتكم على كراسيكم، فلا ترموا غيركم بعاركم.
الثورة ثورة شعب... حراك شعب.. ارادة شعب، فمن شاء أن يركب سفينة الشعب
فليركب، ومن شاء أن يتخلف عنها، ولن تنفعه أي جهة أو دولة أخرى.
0 تعليقات