آخر الأخبار

أكتوبر نصر صنعته الشعوب







أكتوبر نصر صنعته الشعوب




د. أحمد ديبان


وفى ذكرى انتصار صنعته الشعوب التى ظل حلم القومية يلهب خيالاتها ، ويعبر عن آمالها وطموحاتها .


انتصار صنعه تلاحم شعب وجيش ، كان رديفه ، شعب ابى واعى الذاكرة والهدف ،


شعب كان منه ابراهيم الرفاعى ، وإبراهيم سليمان ، واحمد شاكر القارح ، وشفيق مترى سدراك ،


شعوب عربية ضغطت على حكوماتها ، لتجبرهم على الخضوع ودعم حرب التحرير رغم تحالفهم الكامل فى السر مع العدو و ربيبته وربيبتهم امريكا ، شعوب وحكومات تقدمية فى الجزائر والعراق واليمن وليبيا دعمت بالمال والسلاح وقطع إمدادات النفط ،
شريك فى المعركة لا زال يمثل المحور الأساسى للامن القومى المصرى والعربى وشكل احد ركنى الجمهورية العربية المتحدة .


فى تلك الذكرى ، وبعيداً عن آلهة العجوة ، وأصنام الخواء التى يحاول الاستعمار تلميعها ، وبروزتها ، وتكريمها ، لتكون أيقونات الخضوع والتبعية ،


نصر اضاعته سياسة التدله فى الاقتراب من دولة استباحت دماءنا واقواتنا وأمدت عدونا بالمال والسلاح الذى ذبح به جنودنا فى عدوانه فى سيناء وبحر البقر وأبو زعبل ،


نصر أضاعه ، قرار ضابط لم يكمل دراساته العسكرية ، وأتاح له منصبه كقائد اعلى وخلافاً لتوصيات قادته العسكريين الجمسى والشاذلي ، ان يأمر بتطوير الهجوم بعد ان خدع شريك الحرب بخطة صورية ، وحين افتضح الامر امر حفظاً لماء وجهه بتطوير الهجوم فضاعت الفرقة ٢١ بعد ان بعدت عن مظلة حائط الصواريخ وحدثت الثغرة والتى لا تمثل اكثر من عملية تليفزيونية ، حفظت ماء وجه اسرائيل ، وأتاحت لها الدعاية بان مصر لم تنتصر ، وكانت مباحثات الكيلو ١٠١ فى طريق القاهرة السويس إهانة للعسكرية المصرية بموافقته على ذلك رغم ان واقع الارض وانتشار القوات كان يتيح فرض الشروط المصرية .


نصر استغله فى توريط مصر فى العمليات المشبوهة لنادى السفارى بتنسيق وتحالف مع شاه ايران والسعودية والمغرب ، وفرنسا ، للقيام ودعم بقوات مصرية انقلابات فى افريقيا ، ضد أنظمة حكم شرعية ثورية ، لحساب فرنسا وامريكا واسرائيل ،
فضاعت افريقيا التى قطعت دولها كلها فيما عدا جنوب افريقيا علاقاتها بالكيان الصهيونى ، وأصبحت تنظر لمصر التى ساندت معظم دولها فى الستينات كدولة معادية ، ما يهددنا اليوم وحتى اللحظة فى امننا الاقليمى والمائى .


اهان بدعوى النصر العسكرية المصرية حين ظن ان مشاركته فى نادى السفارى تتيح له التحرك كشرطى منطقة حالماً بنزق ، بدور الشاه ، فأرسل قوات مصرية من الصاعقة لمطار لارنكا القبرصي للقبض على قتلة يوسف السباعى وقام بالاعتداء على سيادة دولة ودون تنسيق مع سلطاتها، فكانت إهانة للعسكرية المصرية .


الزعم بان اكتوبر اخر الحروب فى استسلام مهين ، ومباركة دخول اسرائيل الى لبنان ...


اخراج مصر من محيطها العربى والأفريقي والدعوة لدعاوى الفرعونية فى اختزال لحركة التاريخ وديناميكيته ،


توقيع صلح منفرد مدركاً غير مغيب ، ان اسرائيل وكما أعلن شريكه فى نوبل لن تقبل بصلح شامل او ان يكون الفلسطينيين طرفاً فى التسوية .


تقزيم مصر وانحسارها وتحويلها لقوة تابعة ، لمن لا يملك ان يقود ولتيسير اختراقها بقوى اليمين واليمين الدينى المتطرف ، ما أفضى لسرطان التطرّف ، والتسلف والهوس الدينى وخلخلة ثوابت المجتمع وروح المواطنة والوطنية لنجد فئات ولاءها للتأويل الرعوى للدين بتطرفه ، ولدولة هذا التأويل ، بل والحنين لخلافة إسلامية مزعومة ، جعلت قبلة الكثيرين دولة معبر ، ما جعل مصر على شفا حرب أهلية ، وحرب لتطهير سيناء التى نجاهد للسيطرة عليها منذ سنوات قاربت على سنوات حرب الاستنزاف . ناهيك عن تهديدات تتعاورنا من الغرب والشرق والجنوب بما فيها اختراق فادح لامننا القومى المائى بعد ان ضاع زخم مصر كدولة دعمت الحركات التحررية فى الستينات فى افريقيا وغيرها لتتحول فى عيون الافارقة وبسبب عمليات نادى السفارى لقوة مرتزقة تعمل لحساب الاستعمار القديم والجديد .


إرسال تعليق

0 تعليقات