آخر الأخبار

ماذا بعد انتهاء التحالف السعودي الأمريكي؟!





ماذا بعد انتهاء التحالف السعودي الأمريكي؟!


نشرت مجلة "سبكتاتور" البريطانية مقالا تؤكد فيه أن التحالف بين الولايات المتحدة والسعودية قد إنتهى مؤكدة أننا نشهد اليوم تحولا جيوسياسيا جديدا في الشرق الأوسط.
بداية فإن "تحالف الأمن مقابل النفط الذي عقده الرئيس الأمريكي روزفلت عام 1945، مع الملك عبد العزيز آل سعود قد انتهى الآن ..!

أنظر فقط إلى الرد الأمريكي على الهجوم الإيراني على المنشآت السعودية، فقد وصفه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأنه (عمل حربي) وأخبرتنا صحيفة (وول ستريت جورنال) أن الهجوم (كبير) وبعد ذلك لا شيء ..

تجاهل الرئيس ترمب الأمر، وأعلن عن استقلالية الطاقة الأمريكية قائلا:
(لسنا بحاجة إلى نفط الشرق الأوسط وغازه)".
نحن نشاهد بداية لمرحلة جيوسياسية جديدة في الشرق الأوسط".


"الرئيس ترامب تبنى فكرة (أمريكا أولا)، وليس من الصعب معرفة السبب، فليس هناك ما يمكن إنجازه والكثير لخسارته لو قفز وبدأ حربا جديدة في الشرق الأوسط، خاصة أنه على أبواب حملة لإعادة انتخابه، وهو في موقفه متناغم مع غالبية الأمريكيين، التي تخشى من حرب جديدة مع إيران دفاعا عن آل سعود، وتكشف استطلاعات الرأي عن أن غالبية مطلقة بين الجمهوريين والديمقراطيين معارضة لعمل كهذا، ويدعم الإنجيليون الحرب؛ لأنها ستجعل من إسرائيل بلدا آمنا بحسب اعتقادهم، لكنهم مع ترامب سواء كان على حق أو باطل".

"بالنسبة للسعوديين فهذا سيجلب معه الكارثة، فليست هناك لحظة أسوأ من أن تتوقف نصف قدرتك الإنتاجية للنفط، ومن الواضح أن الغارات بالدرون على منشآت بقيق وخريص جاءت في لحظة سيئة، فحدثت بعد ثلاثة أيام من الذكرى الـ18 على هجمات 11/ 9 في نيويورك والبنتاغون، وفي هذا العام أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) عن أنه سيكشف عن أسماء السعوديين المسئولين مباشرة عن مساعدة 15 سعوديا من 19 منفذا لعمليات اختطاف الطائرات التي ضربت مركز التجارة العالمي والبنتاغون، وهو عدد لن ينساه الأمريكيون ولن يتسامحوا معه أبدا".


ولفتت المجلة إلى أنه "بعد ذلك هناك الذكرى الأولى لذبح وتقطيع الصحافي في صحيفة (واشنطن بوست) جمال خاشقجي على يد فرقة قتل انتظرته في القنصلية السعودية في إسطنبول، وتوصل تحقيق للأمم المتحدة إلى وجود أدلة موثوقة عن علاقة مباشرة لولي العهد بالجريمة، الذي لا يزال منبوذا في الغرب نتيجة لذلك، وباختصار، ففي الولايات المتحدة فإن الماركة السعودية في الولايات المتحدة صارت سامة".

"رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حليف ابن سلمان والمهووس حتى الجنون بإيران، غاب لأول مرة عن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وبدلا من ذلك فهو يقاتل من أجل مستقبله السياسي، بعدما فشل في الفوز في الانتخابات، ولو لم يستطع تشكيل الحكومة فإنه سيواجه اتهامات بالفساد، بالإضافة إلى أنه تم عزل مستشار الأمن القومي المعتوه جون بولتون".

"الإمارات قررت في الوقت ذاته سحب جزء من قواتها في اليمن، وخففت من نبرتها العدائية ضد إيران، فمن خلال التحول من إستراتيجية (العمل العسكري أولا) إلى (السلام أولا)، فهي تشير إلى نهاية النزاع، وتعترف ضمنيا بأن الحوثيين حلفاء إيران ولا يمكن هزيمتهم.

أما حليف السعودية في مصر، عبد الفتاح السيسي فلم يدخل إلى غمار هذه المعركة وبقى بعيدا .
النائبة الديمقراطية تولسي غابارد كتبت تغريدة في أعقاب الهجمات على المنشآت النفطية السعودية، قالت فيها: "أن يقوم بلدنا بالعمل كعاهرة نيابة عن السعودية فإنه لا يعد (أمريكا أولا)".
"ما فعله ترامب هو زيادة العقوبات على إيران، وإرسال عدد من الجنود الأمريكيين إلى السعودية، وكرر في خطابه أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنه لا يسعى لمواجهة مع إيران، وقال إن المستقبل هو (للوطنيين) وليس لـ(دعاة العولمة)، ودعا إيران إلى التفاوض، وهو كلام يتناسق مع إستراتيجية أمريكا أولا، ولا يطمئن السعوديين".

"ترامب تباهى بعد وصوله إلى البيت الأبيض بتوقيع عقود سلاح بقيمة 110 مليارات دولار مباشرة و350 مليار دولار على مدى 10 أعوام، فيما وعد السعوديون باستثمارات في البنية التحتية في الولايات التي يحتاج ترامب للفوز بها، بل إن السعوديين أنفقوا ملايين الدولارات على شكل حجز في فنادق ترامب، وعندما يجد الجد فإن السعوديين لا يجدون من يدافع عنهم، ويرمي ترامب الأمراء الذين حلبهم إلى الذئاب الشيعية".


"ترامب كتب في كتابه (فن الصفقة) أنه (لا يمكنك خداع الناس، على الأقل ليس لوقت طويل.. يمكنك خلق إثارة وترويج رائع وتحصل على التغطية الصحافية وبإفراط قليل، لكن لو لم تقم بتقديم البضاعة فعندها يكتشفك الناس) وقد فهم السعوديون هذا الأمر، ولديهم فكرة أوضح من غابارد عندما يتعلق الأمر بمسألة الشريك الذي خدع".


إرسال تعليق

0 تعليقات