أسماء ومواقف
عز الدين البغدادى
زيارة الأربعين، مع اللجنة التحقيقية التي شكلت برئاسة
فالح الفياض ذكرتني بما حدث في مثل هذه الأيام سنة 1977 وأثناء مسيرة راجلة من
النجف الى كربلاء في ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع) تحولت المسيرة الى مظاهرات
سياسية هتف فيها المتظاهرون ضد سلطة البعث الحاكمة، تم قمع المظاهرات فيما عرف بأحداث
خان النص وقبض على كثير من المشتركين فيها، وقد شكلت محكمة صورية بعضوية فليح حسن
الجاسم وعزت مصطفى العاني وحسن علي العامري، الأحكام صدرت وكانت تتضمن إعدام 8 أشخاص
فضلا عن أحكام مختلفة بالسجن، وكان المطلوب من أعضاءها التوقيع فقط، فماذا كان
موقفهم؟
الأول: رئيس المحكمة: عزت مصطغى العاني (سني) مواليد
1935، طبيب بعثي من أهالي عانة، من أسرة ميسورة، كان يعتبره البعض ممول الحزب ...
خدم في كثير من المحافظات المدن العراقية، وصار وزيرا للصحة عدة مرات. بعد اطلاعه
على أوضاع المعتقلين وبعدما تبين له حجم التعذيب الذي تعرضوا له رفض التوقيع على
قرارات المحكمة، طرد من مناصبة في الدولة والحزب، وبعد ان كان وزيرا للصحة ووزيرا
للبلديات تم نقله كطبيب في مستوصف في الشرقاط..
عزت مصطفى كان ثريا، وأيام الانفجار العمراني تبرع
بحصته في معمل الطابوق إلى الحكومة العراقية لدعم حملة العمل الشعبي لبناء مساكن
للمواطنين. كما تبرع قبيل وفاته بحصته في مستشفى الرازي الأهلي إلى الهلال الأحمر
العراقي، بقي في العراق الى سنة 2005، ثم سافر لفترة الى الأردن ثم رجع إلى العراق
ثم سافر الى ماليزيا سنة 2011، وتوفي هناك سنة 2014..
الثاني: فليح حسن الجاسم (سني) مواليد 1940 معلم بعثي
من أهالي المقدادية، صار عضو قيادة قطرية في حزب البعث، ووزيرا للصناعة ثم وزير
دولة. رفض أن يوقع على قرار المحكمة، عندها طرد من مناصبة في الدولة والحزب، ونفي
إلى تكريت معلما في مدرسة العلم الابتدائية للبنين في العام 1977 ولم يسمح له باخذ
عائلته معه وظل يعيش هناك في أحد فنادق تكريت وظل تحت مراقبة الأمن العام وكان
ينيغي له الحصول على موافقة تطول أحيانا لأكثر من أسبوعين لغرض اخذ إجازة لرؤية
عائلته. في العام 1979 سمح له بنقل عائلته معه وظل تحت المراقبة المشددة وفي اثناء
قضاءه وعائلته العطلة الصيفية في قضاء المقداديه تم اغتياله من قبل مجموعه خاصة
اعترضت طريق عودته من سوق المقداديه ليلا يوم 9\8\1982 ليترك زوجه وسبعة أطفال ثلاثة
أبناء وأربع بنات وخرج من الدنيا وبذمته دين عن المنزل الذين كان في طور بناءه ولم
يكتمل الا بعد وفاته.
الثالث: حسن علي العامري (شيعي) مواليد 1938، كان في
السفر، وعندما هبطت طائرته في المطار عرض عليه قرار المحكمة، فوقع فوق اسمه، وبقي
في منصبه وزيرا للتجارة.. توفي سنة 1998.
ولكم قراءة الحدث، ودلالاته.
0 تعليقات