آخر الأخبار

تنتالوس المصري





تنتالوس المصري


شعر/  سامي خضـــر



(1)
يطالعني

خلال الصبح ، في أسماله أبدا ً

علي كتفيـه فأس " لم تفارقها"

وفي كفيه رسن الثور..

والمنجل

يناجي الترعة السمراء ، في ألم ٍ

هبي لي ملئ كفيَّ

من الماء

أروِّي جوفي الظامي

تشقق جوفي المحروم ، من عطش ٍ..

وهذا الماء فوارٌ..

ترقرق ملئ ُ عيني َّ

دعيني أطفئ اللهبة

فمـَيْنا ً قالوا:أني ..

قد ذبحت الطفل من عبث

وسخريةٍ بأسيادي

هو الكرم

يفور الماء

رقراقا ً على قدميه..

في دعـةٍ ...

يداعـب ساقه العجفاء ..

في طرب ، وتغرير ً .

فيمدد كفه المحروقة الجلد

إلى الماء

فيبتعد

وترجع كفه اللفحاء خاوية ً..

وما فيها سوى الآل

وإمـَّا عاد ذاك اليائس المكدود

تنتالوس ، منتصبا ً..

تعود الترعة السمراء ، بنت النيل

نحو الساق في دعة تداعبها

فيالعذابك الأبدي تنتالوس

في واد ً جرى نيلوس في أرجائه الا ًّ

فما فيه سوى الوهم

وما ينمو بشطيه سوى الجوع

تدلت منه الاف العناقيد

تمد لهن كفيك من السغـب

فتبتعد

ويبقى بطنك الخاوي

يعاني الجوع والألما..

وبين يديك نيلوس ودلتاه

(2)

رأيت اليوم

عند الظهر –تنتالوس-

في الحقل

تـُحـرِّقُ خده الشمس

بلا شفقهْ 0

رأيت اليوم تنتالوس في البيدر

يجر النورج الخشبي تحت النير

والثور

ويلهب ظهره الباشا

الذي ، خلناه قد مات

رأيت اليوم تنتالوس

في المسجد

تضرع كفه العجفاء للهِ

وفي ورع ٍ

بأنْ يحفظ ، له الأرض

وأن يستر ، له العرض

وأن يجري له النيل

وأن يحمي له الباشا

وثـَمَّ يعود للكوخ

ينام نومة المَيْتِ

فلا حلم ٌ يراوده

ولاغضب يخالجه

ولاأمل ٌ يداعب جفنه المكدود0

ـــــــــــــــــــــــــ
سامي خضـــر
ـــــــــــــــــــــــــ

إرسال تعليق

0 تعليقات