آخر الأخبار

اليعقوبى ... آيات النصر المبين فى انتفاضة تشرين








اليعقوبى ... آيات النصر المبين فى انتفاضة تشرين


محمود جابر

لم يكن اليعقوبى غائبا عما يدور فى الشارع العراق منذ مطلع تشرين الجارى وما قبله، بل منذ أن اطلع بدوره كمرجعية عراقية وطنية تبحث عن بناء دولة قوة وعادلة تكون قاعدة وممهدة لدولة العدل الإلهي القادمة ...

وفى كلمة له فى زيارة ضريح الإمام الحسين فى الأربعين وكان ذلك فى  العشرين من صفر سنة 1424 الموافق 23/4/2003  قال سماحته :

لقد عانى الشعب العراقي الكريم ما لم يعانه شعب على مدى التأريخ، فقُتِل منهُ الملايين وسُجِن وشُرِّد منهم ملايين أخرى وما ذلك لنقص فيه وانحطاط على ما أرجو، بل لأنه الشعب الذي سيحتضن دولة العدل الإلهي في اليوم الموعود، وهذا يتطلب منه التعرض لأنواع البلاء وأشده حتى يكون مؤهلاً لنصرة الأمام لكل ما تتطلبه من أعباء وتضحيات جسيمة، وكانت المحنة الأخيرة قاسية على شعبنا المظلوم، عانى فيها الكثير من القتل والحرمان والترويع والتشريد، مما يضاف إلى سجل المآسي التي مرت به، وأوصى اليعقوبى الحاضرين والغائبين ضمن ما أوصى بـ:  
المحافظة على الوحدة ونبذ الخلاف والتأكيد على القواسم المشتركة التي تجمعنا وهي كثيرة، أما الجزئيات المختلف فيها فيحتفظ بها كل واحد لنفسه، وقطع الطريق أمام كل من يحاول بذر الفتنة وشق عصا المسلمين.

وكان اليعقوبى فى طليعة الرافضين لما يسمى بمجلس الحكم المؤسس من قبل المحتل الامريكى وقال بكل شجاعة ووضوح :

إن من أوّليات حقوق الإنسان أن يختار بإرادته من يحكمه، وقد أعلن عن تشكيل (مجلس الحكم) بتغييب شريحة كبيرة من الشعب، وقد حضر هذا الحشد المبارك ليعلن عن عدم مشروعية مثل هذه الطريقة في التعيين، مما يوجب حالة من الانفصال بين الشعب وحكومته تنذر بعواقب وخيمة على الجميع.

فكيف تتصور تشكيل حكومة في العراق بلد الإسلام ومهوى أفئدة المسلمين من دون أن تستشار المرجعية الدينية وتعرض عليها الأسماء وتبين لها صلاحيتها.

إن من يعتقد أن أمريكا هي التي حررت العراق ولها الحق في التدخل في شؤونه واهمٌ؛ لأن عملها لم يكن إلا جزءاً من عملية التغيير التي كان سببها الأساسي هو الشعب.

فنحن الذين أزلنا النظام وغيرناه حين حققنا سنة الله في عباده [إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأنفسهِمْ] (الرعد:11)، فلما تحررنا من عبادة الهوى والطاغوت وحب الدنيا وعدنا إلى إسلامنا والى عبادة الله وحده في داخل نفوسنا، حررنا الله من الخارج وفاءً بوعده السابق وسنته الجارية في عباده فسخر أمريكا أداة لهذا التغيير. 15- 7 – 2003.

وثقة اليعقوبى بوعى الشعب العراقي كان على خلاف الجميع الذين حاولوا ان يصوروا أن الشعب العراقي بلا وعى وانه يعيش حالة من الجهل، لكن المرجعية التى تعرف أبناء شعبها وتثق فيهم تقول لهم بثقة ...

حينما غزت أمريكا العراق كانت مطمئنة إلى أن العراقيين يقبلون أية حكومة وبأية صيغة فالمهم عندهم هو زوال النظام، لذا وضعوا السيناريو لشكل الحكومة وعيّنوا الأشخاص عبر عدة مؤتمرات في لندن وصلاح الدين وغيرها، إلا أنهم في أثناء الحرب وبعدها فوجئوا بوعي العراقيين وإيمانهم والتزامهم بمبادئهم فإنهم -أي العراقيين- وإن كانوا يريدون الخلاص من النظام، إلا أنه ليس بأي ثمن ولا أنهم يقبلون أي بديلٍ، وإنما هم أصحاب حق وعندهم قضية لا يستقر لهم قرار حتى يحققوا مطالبهم وتحترم أرادتهم في اختيار شكل الحكم وممثليهم فيه. 13- 7 – 2003

وعى اليعقوبى وثقته ومعرفته بشعب العراق بأبنائه وأخواته هو ما جعله يقول عكس كل من تصدر المشهد انه لا فضل لأحد على العراق سوى الله ...

الشعب بجهاده المتواصل ضد النظام وتضحياته الكثيرة ورفضه الشديد للحكام المتسلطين أوجد حالة من الرفض والكراهية والانعزال والمحاصرة للنظام مما أوجب سقوطه وانهياره من دون قتال يذكر، بحيث لم تقع معركة حقيقية طيلة الحرب، وكل الذي حصل هو مناوشات متفرقة وعمليات فردية حتى بغداد التي هي عاصمة النظام وموضع اعتنائه المكثف لم تقاتل، وأي حكومة إذا كانت مرفوضة ومعزولة ومقاطعة من قبل الشعب فإنها تسقط لأنها لا تمتلك مصادر القوة والبقاء، ولو كان الشعب ملتفاً حول قيادته لكان على الولايات المتحدة أن تدفع ثمناً باهظاً من دون أن تحقق شيئاً.

ومن كل ما سبق والذى لو عرضنا كل محطاته وبياناته لأسهبنا واطلنا فى درجة وعى ومعرفة وثقة اليعقوبى بشعبه وأهله وأنهم أهل وعى ومعرفة ودين ووحدة ...

وعلى الرغم من كل الكلام السلبى الذى وصف انتفاضة الشعب فى تشرين الجاري سواء من مثقفين أو كتاب أو رجال دين أو سياسة  الذين انتقضوا هذا الشعب وها الشباب ...

ولكن اليعقوبى وبكل ثقة يقول :

عن شعب العراق وشبابه ...

 لقد رأينا من هؤلاء الشباب ما يثلج الصدور....

انتبه ....  ويبهر العقول ...

ويعيد الى العالم صورة العراق الأصيل مؤسس الحضارات ومنار العلوم والمعارف لكل الأمم ...

ويستكمل اليعقوبى كلامه عن الانتفاضة وشعب العراق فيقول ...

 فقد لمسنا فيهم الإيثار والشجاعة والوعي والإخلاص وتنظيم الأدوار والمطالبة بالحقوق ورفض الظلم والفساد بالطرق السلمية المتحضرة ...

 وهذه خصال لا تجتمع في امة إلا قدّسها الله تعالى ورفع شأنها , واذا توانت واستكانت وتخاذلت ومكّنت الباطل والفساد فأنها تُهان وتُذل وتحرم من أبسط حقوقها , وهذا ما أخبر به النبي (صلى الله عليه واله) في الحديث الشريف ( ما قدست أمة لم يؤخذ لضعيفها من قويِّها غير متعتع) / وسائل الشيعة 120/16 .

إذا اليعقوبى هو طبيب هذه الأمة العراقية وحكيمها يراقب ويعرف ويفحص ويصف ويحلل ويدعم ويشجع ويقول كلاما يثلج صدور الشباب الأبطال والرجال المنتفضين والأمهات التى الثكلى ...

وهو صاحب مقولة أربعينية الفرج التى أطلقها فى أول محرم واليوم يؤكد أن الفرج ليس  قريب بل أن الفرج واقع وبين يديكم ...

ما تحقق من إنجاز في انتفاضة حرية العراق ...

هي استعادة الهوية الوطنية التي سلبها الطائفيون والفاسدون والعملاء حتى أفقدونا الأمل بإحيائها وأجبروا الكثير من أبناء الوطن على الهجرة منه تاركين أهلهم وذكرياتهم وعيونهم شاخصة الى من خلفهم، لكن الشباب الشجعان فجروا هذا البركان في نفوس الشعب كافة وأيقظوا هذه الطاقة العارمة ووحدوا جميع فئات الشعب تحت شعار واحد وهو الوطن الحر المستقل السيد الذي يحفظ كرامة أبنائه ويحقق لهم السعادة والازدهار في حاضرهم ومستقبلهم.

فهذا الحكيم الحاذق الذى طالما نادى وتحدث وحذر ونبه ان فساد الأحزاب والظلم والتسلط لن يقهر هذا الشعب ولن يجعله يركع أو يخاف بل أنتم أيها الأحزاب وأيها الساسة من ستخسرون وانتم من ستركعون وانتم الذين سوف يحاسبكم هذا الشعب الابى الغيور .
هذا الشعب لن يقبل انحرافا آخر ولن يرضى بانتخابات مزورة مرة أخرى ولن يقبل الخضوع أبدا ....

اليعقوبى يضع شباب العراق فى إطار من الذهب المصفى حينما يشيد بهؤلاء الأبطال والشجعان والغياره الذين تلقوا الرصاص الحى بصدور عارية... إذا انظر معي

اليعقوبى يقول ان القوات الامنية استخدمت الرصاص الحى !!

وان شباب العراق لم يهاب ولم يخاف ولم يجبن ولم ينكسر...

وقد آن الأوان لهذه الأحزاب أن تستحي وتعتذر لكل فئات الشعب وشرائحه للنقابات والهئيات وللشباب والشيوخ .. للعاطلين والجائعين والمشردين ...

وليفسحوا المجال لجيل وطني كفوء مخلص ان يأخذ دوره في قيادة البلاد.

الحكومة بل السلطة قد سقطت وقام هذا الشعب المنتفض البطل بسلب مشروعيتها، ولن تمنح السلطة الجديدة الا سلطة مشروطة
حتى يستقم بها الحال وتكون خادمة للشعب الذي انتخبها...

أيها الشعب البطل أما آن الأوان أن تعرف وتتعرف وتلتف حول من يعرفك ويدعمك ويؤيدك ويشيد بجهدك ويقف على تضحياتك وما أنجزته وما سوف تنجزه...


أيها الشباب الأبطال الشجعان لا تضيعوا الفرصة ولا تضيعوا عطية الله من بين أيديكم ؟!!


إرسال تعليق

3 تعليقات

  1. إنا ابو المعاسيل ابو المعاسيل على الفيس بوك ،،، نعم الشيخ شيخنا اليعقوبي ،كيف ل
    ا وهو ثمالة علم الشهيدين الصدرين المقدسين محمد باقر ومحمد محمد صادق والابن البار لمدرسة العلم والشهادة والعزة والإباء ،،،هو شعلة ذلك الفكر النير وكهف أنصارهما وثقة من لاناصر له ،،،لم تنجسه الجاهلية الثانية بأنجاسها ولم تلبسه المدلهمات من ثيابها ،يراع معطاء وسيف بتار ،،،،حفظه الله من شر كل ذي شر وجعل أفئدة من الناس تهوي اليه

    ردحذف
  2. احسنت استاذ ابو المعاسيل وشكرا على تعليقكم الجميل ومروركم الطيب وقد صدقت بكل كلمة

    ردحذف
  3. الان اليعقوبى احد ايقونات الثورة فى العراق

    ردحذف