السلفيــــة
د.أحمد دبيان
فى علم الأمراض الباثولوجي ، مجموعة من الأمراض معنونة
علمياً تحت اسمSpongiform
encephalitis
أو التهابات إسفنجية فى
نسيح المخ
يحدث فيها اضطرابات فى
الشخصية ، بشكل سلوك عدواني ، عدم تمييز ، تعطيل تفكير ، وفى النهاية انهيار حركى ،
من ضمنها ياتى مرض يدعىCreutzfeldt Jacob disease
أو مرض كرو تزفيلد جاكوب
أو ما اصطلح على تسميته
بجنون البقر .
فى هذه الأمراض يتحول فيها
المخ البشرى باثولوجياً لقطعة أسفنجية فى التشريح ما بعد الوفاة للمصابين ،
يتسبب فى هذا المرض كائنات
اصغر من الفيروس وتسمىprions
أو البريونات وهى أغلفة
بروتينية اصغر مليون مرة من الفيروس وتستطيع ان تعبر اصغر مصفاة لتحديد حجم
الفيروس .
هذا المرض كانت إحدى نظريات
انتشاره وجود شعيرة طقسية لدى بعض القبائل الافريقية بانه عند وفاة حكيم القبيلة ،
و لانتقال الحكمة منه للأجيال التالية يقوم أعضاء القبيلة بتعاطى مخه طعاما بعد
الدفن لتنتقل الحكمة سريانا لعقولهم ...
دائماً ما أتذكر هذا المرض
عند تحليلى للعقل السلفى ،
العقل السلفى عقل ناقل بلا
اعمال للفكر ولا ادراك للتعاطى ، وهو مرض أصاب الأمة بالجمود ، وبالعدوان وبالعجز
عن الإدراك والتمييز ، وعطل مقدراتها على التفكير والتحليل ومع تفاقم المرض أفقدها
القدرة على الحركة والحراك ،
ونهاية انتشاره وتغلغله
انهيار والمكوث فى مصحات المستقبل العقلية .
العقل
السلفى ليس قاصراً على دين او مذهب معين ،
وقد
قلتها مراراً ،
السلفية
ليست فقط اتجاها دينيا ولا هى قاصرة على دين واحد بعينه ،
الكفرة
سلفيون جداً ،
وقد
لخصوها ،
كما ورد فى آيات الذكر
الحكيم
( بل نتبع ما الفينا عليه
آباءنا )
أصحاب النزعة الفرعونية
بتعاطيهم التمائمى والأيقونى لحضارة الأجداد أيضا سلفيون.
اليهود وفريسييهم سلفيون
جداً ،
والتلمود أساساً هو فقه
التقديس الذى جب لديهم التوراة وغلبوا فيه طقس النقل على طقس الحركة والفعل ،
فرفضوا معالجة المرضى وعابوا عليه شفائهم يوم السبت
بل وتركوا مدينتهم تسقط فى
يد العدا لانهم هاجموهم يوم السبت ،
فجاءت
صيحة المسيح عليه السليم فى إنجيل الكلمة كاشفة تمحق زيفهم حين قال :
( السبت إنما جعل من أجل
الانسان لا الإنسان من أجل السبت )
هوذا ذاته كان سلفيا فى
تعاطيه بدفع المسيح للإتيان بمعجزة كما فعل اليشع ( الياس ) مع أنبياء البعل ،
بعض المسيحيين سلفيين ايضاً
فى التزمت والجمود وتبنى فقه النقل دون العقل ،
وبالتأكيد صار كثير من
المسلمين يقولون علينا ان نتبع السلف ، لانهم خير منا وعاصروا واقتربوا من زمن
النبوة رغم ان الرسول عليه الصلاة والسلام قالها صراحة فى احاديث يتم تهميشها
لصحابته ؛
فيُروى :
انه قد بكى الرسول صلى الله
عليه وسلم
فقالوا :ما يبكيك يا رسول الله ؟
قال: اشتقت لإخواني
قالوا: اولسنا إخوانك يا رسول الله
قال: لا انتم أصحابي اما إخواني
فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني.
وروى
بسياق آخر :
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "أشتقت لاخوانى .. قيل: نحن يارسول الله ؟ .. قال بل انتم اصحابى
ولكن اخوانى من سيأتون بعدى ويؤمنوا بى ولم يرونى اجر الواحد منهم بأجر خمسين
منكم، لأنكم تجدون على الخير اعوانا اما هم فلا"
والكثيرون ممن يتعاطون هذا
النهج يقعون ببساطة فى جمود الحركة والفعل والمحيط التاريخي ....
وقد وصل الحال ببعضهم ان
كفروا من يستمع الى المذياع او يركب السيارة .....ويصر بعضهم على نعتها بالدابة ،
هناك سلفية تاريخية ، بجمود
المصدر والرواية ،
وهناك سلفية علمية ، بجمود
البحث وتعطيله ...
السلفية باختصار هو فيروس (
بريون ) إغلاق العقل ، وليس غريباً ان سلفية اليهود والتى حاربت المسيح وانتشارها بينهم
اخرجتهم خارج التاريخ وخربت هيكلهم على يد طيطس......
والسلفية التى اخترقت الأقطار العربية والاسلامية ،
وصارت تنهش فى الجسد والعقل المصرى ،
اخرجت
الجميع خارج حركة
التاريخ .
0 تعليقات