شيعة العراق.... وفخ السلطة
عز الدين البغدادى
"حكم الشيعة" هو
المصطلح الذي صار يستعمل للتعبير عن مرحلة ما بعد 2003، إلا أن هذه المرحلة التي
دمرت العراق ككل كان الشيعة أكثر ضحاياها، فهم أكثر من خسروا وأقل من انتفعوا.
ربما يرجع الأمر في أسبابه إلى أفكار خاطئة حملها الناس
وارتدت على مرحلة السلطة، فكانت تجربة شيعة السلطة هي الأسوأ على الاطلاق.
ذكرت في منشور سابق نقلا عن أستاذ حسن العلوي في كتابه
"الشيعة والدولة القومية" أن الشيخ ابراهيم الراوي الرفاعي كان قريبا
الى البلاط العثماني وكانت له علاقة خاصة بشيخ الاسلام في الدولة العثمانية أبو
الهدى الصيداوي، وقد استغل هذا الشيخ علاقته بشكل كبير في خدمة بني جلدته. أما
مولود مخلص الضابط في الجيش العثماني، فقد رفع قومه من أهل تكريت بشكل كبير وجعل
لهم شأنا ومكانة.
بينما في جنوب العراق كان شيوخ العشائر من الاقطاع
يتعاملون مع ابناء عشائرهم معاملة العبيد، كانوا يسرقون جهود الفلاح الذي يعاني من
المرض والجوع ليصرفوها بعد ذلك على ملذاتهم.
الأمور الآن تتكرر، فالحلبوسي بعد أن استلم منصبه اعلن
عن تعيين وارجاع 50 الف شخص من الاجهزة الامنية، وبمجرد وصولها الى الوزارة فقد
اعلنت وزيرة التربية الجديدة عن اطلاق 7000 وظيفة لأهالي الموصل. أما رئيس وزرائنا
فقد كافأ أبناء محافظته في الناصرية بأكبر نسبة من الشهداء في مظاهراتهم للمطالبة
بحقوقهم. الشيعة بعد الوهم الذي عاشوه وهم يتحدثون عن اقصاءهم لأكثر من 14 قرنا،
وبعد السلطة لم يحصلوا على شيء سوى مدن الخراب، مع تدمير مجتمعي بالمخدرات لم يسبق
لها مثيل، رغم أن العراقي لم يكن يسمع عن المخدرات إلا في الأفلام المصرية. وكان
ما حصلوا عليه هو عشائر مسلحة تدخل في معارك طاحنة لأدنى سبب وبدون سبب، وكان ما
حصلوا عليه اغلاق المصانع وتدمير الزراعة. وكان ما حصلوا عليه هو سفك لدماءهم إما
في جبهات الدفاع عن الوطن، وإما في المظاهرات حتى عندما كانت مطالبهم لا تتجاوز
شرب ماء نظيف كما حصل في البصرة.
لم يعد لأي أحد أي حجّة، على شيعة العراق أن يعرفوا
جيدا أن الطائفية لم تكن ولن تكون بحال في صالحهم، وأن الانتماء للوطن والعيش تحت
سقف الوطن هو من يحفظهم ويمنع من اختراقهم وتدميرهم، وأن كل من يدعو الى الطائفية
فهو دجال يريد أن يعيش على جراحهم وحسب.
0 تعليقات