آخر الأخبار

شقشقية اليعقوبى



شقشقية اليعقوبى
محمود جابر

======

اليعقوبى اتخذ من الأربعين منصة للحديث، أراد أن يقول إن كنتم تبحثون عن سير وطريق فإن الطريق يحتاج إلى دليل فمن دليلكم ؟!!

------

يقول الله تعالى (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ) حاكيا عن حال شقشقية موسى عليه السلام وحاله مع فرعون وقومه، وباحثا عن ناصر يفك عنه ضيق الصدر ...
وهذا كان حال أمير المؤمنين مع خاصته حينما قل الناصر وبقى وحيدا حتى مع كثرة من زعموا أنهم شيعته وناصروه...
وهكذا هو حال اليعقوبى الناصح يشقشق عن من غاب ومن حضر .... منتقداً وبشكل عام السلوك الذي انتهجوه، وموجهاً نقده المباشر للأسس التي قامت عليها حكومتهم . ومن خلال الأربعين يكشف اليعقوبى زيفهم وخداعهم وغيابهم الذى لم يكن غياب عن خجل بل غياب عن خوف من الناس ...
وبعد أن حمد وزار وختم الزيارة، وأشار الى منبع الحرية والكمال، من نبع أبى الأحرار ركز الإنسانية العليا، الذى علم الجموع رفض كل أشكال الظلم والفساد والانحراف والطغيان والاستعباد.

قال: لقد غاب فلان وفلان من ساسة.... وقادة غابوا عن المشاركة فى الزيارة وكيف يزور أبو الأحرار من كان عبدا لهواه وللمال وخادعا للناس ومستعل عليهم يواصل الليل بالنهار من أجل سرقة أهله وشعبه والتسلط بعدوانه عليهم ...


فغيابهم إقرار منهم فلم يعد خداعهم ينفع ولا جرمهم يصلح ولا التستر بالبكاء والنحيب يشفع ...

فقد بلغ الشعب مراتب الكشف والوعى والرفض فزاح عنهم غلالتهم البالية حتى يكونوا عراة الا من فسادهم وجرهم وجنايتهم أمام أعين الناس والعالم .
حرض اليعقوبى المؤمنين على الخروج لاقتلاع الظلم والفساد، خروجا مليونيا عازما غير مستسلم زاحفا غير متلكئ ....

فرفض الظلم وخلع الذل وطلب الحياة الكريمة جهاد وإتباع لسيد الشهداء والقعود خيانة والسكوت عون للظالم على ظلمه

القوانين الإنسانية تدعم المظلوم والقوانين الوضعية فى صف أصحاب الحقوق والقرآن والعترة والمرجعية لا يجب أن يكون موقفها السكوت فى موضع الإبانة .

وعلى الغائبين اللصوص ان يسمعوا بالمعروف وان يكفوا عن اتهام المظلوم بالظلم لان المظلوم لن يخاف من ظالمه وسوف يتلقى رصاصه بصدر عارية حتى يفضح ظلمه بدمه.

اليعقوبى الذي اتخذ من الأربعين منصة للحديث، أراد أن يقول إن كنتم تبحثون عن سير وطريق فإن الطريق يحتاج الى دليل فمن دليلكم ؟!!
أم أن هذا الجموع تسير دون دليل ودون قائد، فما من جماعة سلك طريق دون دليل وقائد إلا ضلت وأضلت وهلكت واستهلكت فى الجدال والنزال وتحديد الوجهة والهدف ...
فمن يذهب إلى الأربعين فإن دليله الحسين ... فمن دليلكم، هكذا يضيق الصدر ولا ينطلق اللسان ....
ثم أعاد اليعقوبى نصحه لمن يريد ان يبحث عن إنقاذ للقديم قبل أن يفوت الأوان هذا النصح لم يكن الأول ولا الأخير ففى 18- 2- 2015 أى قبل أربعة سنوات طرح رؤية بعنوان مجلس حكماء المجتمع وزعماء العشائر وأعيان البلد على التحرك والمشاركة في حل المشاكل ومعالجة القضايا المهمة، ولا مانع من ان يكون ذلك وفق تقنين دستوري كتشكيل مجلس للأعيان او الحكماء يضمّهم جميعا.
وقال: في لقائه بجمع من شيوخ ووجوه العشائر من السنة والشيعة، ان هذا المجلس يمكن ان يأخذ دوره الفاعل في عدة قضايا:

  1-  حل النزاعات والصراعات التي تحصل بين العشائر.
  2-  المشاركة في تعبئة المقاتلين لصد الإرهاب ودحره وحماية النفوس والاعراض والممتلكات من الفساد والتخريب .
  3- بذل الجهود في اقناع الكثير من الشباب الذي تورطوا في الانضمام الى الجماعات الإرهابية بسبب غسيل الدماغ الذي تعرضوا له والحرمان الذي يعيشونه فيقوم المجلس بترشيدهم وكفالتهم وإعادة دمجهم في المجتمع والسعي لإيجاد حياة كريمة لهم .
  4-  حفظ وحدة المجتمع وتماسكه وردم الفجوات التي يصنعها البعض لمصالح يراها .
  5-  بث الروح الوطنية ومقاومة مشاريع التقسيم والتفتيت وحفظ وحدة العراق والشعور بالهوية الوطنية .
  6- ممارسة الدور الرقابي على أداء السياسيين وسائر موظفي الدولة باعتبارهم سلطة خامسة.
  7- إيصال صوت المحرومين والمظلومين وأصحاب الحقوق من عامة الشعب الذين لا يستطيعون إيصال صوتهم ولا يصغي إليهم احد من المسئولين.

وقال ان هذه الأعمال التي يؤديها المجلس وغيرها تُجعل في نظامه الداخلي كوظائف له وكأغراض موجبة لتأسيسه، وأعتقد انها كافية لإقناع الجميع بضرورة قيام هذا المجلس وترك التفاصيل للمعنيين، بحيث أن تقوم الحكومة أو البرلمان بمناقشة هذا المقترح وتفعيله ، وسن قانونا يمكن اعتبار هذا المجلس مجلس شيوخ أو غرفة برلمانية ثانية لها صلاحياتها ومخصصاتها، ولم يحاول الإعلام لا من العراقيين ولا ممن هم محسوبين على المقلدين أن يعيد طرح المشروع تحقيق صحافى يأخذ فيه رأى المعنيين فى المقترح وكيفية تنفيذه.

ولم يحاول إعلامي فى برنامجه أن يناقش هذا المقترح أيضا فى ندوة على شاشة مئات التلفزيونات العراقية  ...
لم يحاول قانونى واحد ان يحول هذا المقترح الى قانون يتفق مع الدستور والقانون العراقى ولا ادري ما السبب؟!!

لم يحاول أحد الخطباء أو المتحدثين أن يجعل هذا المقترح رأى عام يعرفه الناس ويقنع الناس به ويكون وسيلة إعلامية متنقله ..

الم اقل أن حال الشيخ هو حال أمير المؤمنين هو حال موسى من قبل .. (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي) ... لم يحاول كل هؤلاء وهم يصرخون من حالهم وضيقهم ليل نهار وإذا كان للظالم ان يسكت عن اى دعوة إصلاح فما بال المظلومين لماذا فى أفواههم ماء لا ينطقون ؟!

اليعقوبى يعيد طرح هذا المشروع من جديد وارى ان مشروع مجلس الحكماء لا يتسع الوقت لجلست برلمان تناقشه أم منتخب أم معين ولا للحكومة أن تجعله كمشروع قانون للبرلمان ولهذا فأنا اقترح ..
ان يتم اعتماد المشروع فورا وان يتم تعين ممثلى الهيئات الدينية والعلمية والعشائرية والإعلامية والقانونية فمثلا:
يتم تشكيل المجلس من رئيس المحكمة العراقية العليا .
ورئيس هيئة النزاهية
ونقيب المحامين
ونقيب المعلمين
ونقيب المهندسين
ونقيب الزراعيين
ونقيب الصحفيين
وشيوخ العشائر
وفضلاء الحوزة
ورؤساء الجامعات
وأن يكون قرارات المجلس نافذة بعد إقرارها من هئية النزاهة
وان يكون لهؤلاء سلطة الرقابة والتفتيش وان لا يكون لهم اى مخصصات أو حمايات او حراسات من الدولة .
هذا مجرد مقترح وأرجو من كل أصحاب التخصص ان يدلوا بدلوهم فى هذا المقترح بحيث تتلاقح العقول والافهام .

وفى الختام ليس هناك عمل دون دليل ودون قائد ... وسواء ارتضى العراقيين اليعقوبى أو السيد مقتدى او كليهما أو غيرهما وقد طرح السيد مقتدى بيانا واعلان عن خروجه داعما للمظاهرات  فلابد ومن ان يتخذ الناس دليلا الى مطالبهم حتى يستطيعون خوض معركتهم الى بر الأمان .



إرسال تعليق

0 تعليقات