آخر الأخبار

الموقف الواضح من المظاهرات.. هكذا يراها المرجع الشيخ اليعقوبي.



الموقف الواضح من المظاهرات..
هكذا يراها المرجع الشيخ اليعقوبي.

محمد العامري


اثبت الشعب العراقي وفي كل حقبة زمنية انه يمتلك كنزا مخفيا لا يمكن اكتشافه الا في المحن والصعوبات وعندما يفقد هذا الشعب أمله بالتغيير نحو الأفضل ، وهذا الكنز هو الروح الثورية الأبية لدى الشباب فنراهم يهبون محركين معهم التعاطف الشعبي ليدافعوا عن بلدهم وأرضهم وأهلهم أمام عصابات الإرهاب الأسود حينما هاجم بلدهم ، يضربون أروع صور التضحية والجهاد في الدفاع عن هذه الأرض المقدسة التي ينتظر الجميع لها ان تحتضن دولة العدل الإلهي المباركة.
لقد شخص المرجع اليعقوبي دام ظله في مواطن كثيرة قوة هذا الشعب وعناصر محركيته وديمومته وقدرته على التغيير وبعث روح الأمل في الأمة كلما خبت تلك الروح ، ففي الوقت التي اعتقد الكثير مع الأسف (وهو مخطئ طبعا) ان الشعب العراقي شعب ميت أكد سماحته في أكثر من بيان انه شعب حي وراهن على ردة فعله وإمكانية قيادة تغيير الواقع الفاسد على يديه فنراه يقول في لقاءه مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق في الشهر السابع من سنة ٢٠١٨ : (فحركة الجماهير وان كانت ليست واسعة وفق المقاييس لكنها أرعبت الفاسدين وهزتهم وأجبرتهم على الرضوخ للحل بعد ان أخذت الجماهير دورها وتحركت وقد نبهنا لذلك ودعونا اليه قبل خروج هذه المظاهرات).
وقال سماحته في بيانه حول تشكيل الحكومة بتاريخ ٣٠/ ١٠/ ٢٠١٨ ، ايضا محذرا من مغبة ماذهبت اليه الكتل التي شكلت الحكومة ودعاها الى إعادة النظر بالحكومة التي شكلتها بقوله : (إن الغيارى من أبناء الشعب الكريم يشعرون بالغيظ والغضب وهم يرون الانجازات العظيمة التي تحققت بدماء أبنائه البررة في مهب الريح، ولعلها تذهب هدراً في صفقات لئيمة) . وقال أيضا (ونطالبهم بالمبادرة لتصحيح الأخطاء قبل ان يستفحل الخطر ويستعصي على الحل، ولات حين مندم) وبعد هذه الكلمات أضاف (السلام على الحسين ..) في إشارة واضحة ان ردة الفعل ستكون لها علاقة بالقضية الحسينية ، ونرى جليا من خلال النصوص انه يراهن على وعي الشعب وعلى كنزه الخفي وطاقته المتجددة وهم الشباب الغيور على البلد.

الا إننا يجب ان نميز بين ؟؟!!.


وهذه القضية تحتاج الى وقفة حقيقية ودقة يجب ان نميز بين المتظاهرين الغيورين على بلدهم وبين من يحرك التظاهرات ، فرغم كل محاولات التدجين ومحاولات التأييس وسرقة الانجازات والحرب الناعمة ضد الشعب الا ان شبابنا العراقي مازال يمتلك محركية عالية ضد الظلم ولديهم انفس ابية على الضيم مستحضرين بذلك حالة الرفض الحسيني للظلم والاستئثار.

وبغض النظر عن المندسين والاعتداء على القوات الامنية وتهديد الامن العام والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة التي شاهدناها في التظاهرات الأخيرة ونقر بها وبوجودها الا ان في المتظاهرين من خرج للشارع وتعرض للاعتداء والقتل والجرح وهم أبناءنا وإخواننا من الشباب الذي حركتهم حاجتهم للعيش الكريم مع اضمحلال فرص الحصول على التعيين في مؤسسات الدولة الذي يعتبر الضامن الوحيد للفرد العراقي وأسرته على قلته وإمامه مسؤولون يتنعمون بمختلف الامتيازات وبأكثر من راتب وأضعاف راتب الموظف البسيط بعشرات المرات.
من خرج هم اصحاب الشهادات والخريجين والكفاءات المهملة من الشعب ، من خرج هم العوائل الفقيرة التي تسكن في التجاوز وهدمت الحكومة (قصرهم) الفقير من كل مستلزمات العيش الكريم بدون التفكير بحلول فقط رميهم في الشارع.


من خرج عوائل الشهداء الذين ضحوا للبلد ليلتحق الأخ بأخيه شهيدا في هذه التظاهرات.
وقد دعا سماحة المرجع اليعقوبي في خطاب سابق بتاريخ ٢٥/ ٧/ ٢٠١٨ الى ضرورة وجود قيادة وطنية واعية موحدة للتظاهرات ودعوة النخب المثقفة والأكاديميين من أستاذة الجامعات وغيرهم الى اخذ دور محوري واضح في التظاهرات ، وعزى ضرورة هذه الدعوة الى أسباب منها :
١. لتوحيد المطالب ووضعها على طاولة المفاوضات.
٢. بلورة مشروع وطني إصلاحي واضح المعالم.
٣. ضبط بوصلة حركة الجماهير وحماية المظاهرات من الانحراف واختراق المندسين وخاطفي الانجازات.
٤. ان غالبية الشعب يطالب بحل المشاكل الظاهرة التي يراها أمامه ولا يلتفت الى الأسباب الأصلية المؤدية لها ، فالمشكلة لا تقتصر على انقطاع التيار الكهربائي او تردي الخدمات بل المشكلة أكبر من ذلك بكثير وهنا تبرز أهمية دور النخب في تشخيص جوهر المشكلة اولاً ودراسة الأسباب الأساسية دراسة موضوعية ثم تقديم الحلول الجذرية لهذه المشاكل ثانياً.


وانتقد سماحته الحلول الترقيعية المستعجلة : (فالمطلوب من قادة البلد أن يفكروا دائماً في معالجة هذه المشاكل ووضع الحلول الآنية والإستراتيجية لها خصوصاً في أوقات الهدوء، اما القرارات في زمن الاضطراب والتشوش فستكون لمجرد إطفاء الحرائق) ، كما أكد سماحته على : (ضرورة ان تكون العلاجات الإصلاحية جذرية وفعّالة وليست شكلية او ترقيعية لانها ستكون خاضعة لتأثير الفاسدين الذين ركب بعضهم موجة التظاهرات لتغطية مفاسده والبعض الآخر أطلق التصريحات النارية لخلط ا
لاوراق ليبقى الحال كما هو عليه ويبقى الشعب يرزح تحت قسوة الفساد والإرهاب).
وفي المقابل فان سماحة المرجع يشير الى ضرورة التسلح بالوعي الكافي لقطف الثمار والا فان الثمار ستكون بجيب الفاسدين والنفعيين وراكبي الموجة وأصحاب الأجندات فيقول : (فإن على المتظاهرين أن يكونوا واعين ولا يسمحوا للمندسين وأصحاب الأجندات الشخصية والفئوية بمصادرة فعالياتهم وركوب الموجة وحرفها عن مسارها نحو التخريب والعدوان والفوضى والأضرار بمؤسسات الدولة فإنها ملك للشعب وليس الحكومة وان الأضرار بالاقتصاد الوطني يدفع ثمنه الشعب وليس الفاسدين).


وقد أردف المرجع اليعقوبي ببياناته السابقة بيانا جديدا يؤكد ماذهب اليه في دعواته السابقة من ضرورة ان تبقى الأمة حاضرة ومستعدة ومتسلحة بالأمل بحصول الوعد الالهي بالنصر النهائي للمؤمنين والوعي لمخططات الأعداء من داخل المجتمع المسلم (المنافقين) او من خارجه ممن يحوكون المؤامرات عليه .
وإدامة الدعوة الى القضية الحسينية وتوسيعها والتركيز عليها كقضية انسانية عالمية ، وان مخططات العدو (الداخلي والخارجي) تكون ضعيفة وعاجزة عندما تُواجَه بالإيمان والوعي وقوة العقيدة والهمة والعزيمة وتفعيل سائر إمكانيات الأمة وطاقاتها البشرية والمادية ، وحينئذ يتحقق النصر النهائي لمنهج الحق .
وان فهم القضية الحسينية على انها طقوس هو قتل لتلك القضية الانسانية التي هي رسالة حرية من الذل والاستئثار والظلم ويقول سماحته فيه (مؤكدا على ضرورة أن يحرص المؤمنون الرساليون أشد الحرص من أجل يكون لهم بصمة في تحقيق النصر الإلهي من خلال إعلاء كلمة الله تعالى ونشر تعاليم الدين وتعريف الناس بسيرة أهل البيت (عليهم السلام) سعياً لإحداث التوازن بل التفوق على محاولات الأعداء ، لافتاً الى أن المسيرة ماضية نحو التمام ولا تتوقف على وجود أحد ، والمتخلف عنها إنما يحرم نفسه من الفوز العظيم). وهذا نص واضح لكل عاقل لبيب.


ان المرجعية الرشيدة أكدت وتؤكد ان موقفها واضح مع المتظاهرين الغيارى وهي ضد المندسين والمخربين ومن يحرك التظاهرات لأغراض وأجندات أخرى أو يستغلها أو يركب الموجة.
وانها مع تنظيم التظاهرات بمايحفظ الأنفس والأموال العامة التي هو ليس أموال الحكومة بل أموال الشعب ، وبما يحقق أهدافها ويسدد توجهاتها وتحقيق مطالبها.
أمرتكم أمري بمنعرج اللوى ... ولا أمر للمعصيِّ إلا مضيّعا
فلما رأوا غِبَّ الذي قد أمرتهمْ ... تأسّف من لم يُمسِ للأمر أطوعا




إرسال تعليق

0 تعليقات