آخر الأخبار

كأننا لم نفهم هذا الجيل





كأننا لم نفهم هذا الجيل

هادي جلو مرعي

على شاطئ البحيرة الهادئة، وماؤها مترقرق يجلس الرجل المسن منتظر أن ترتجف سنارته نبوءة عن سمكة إلتهمت الطعم، وصارت تحت رحمة الصياد ليقرر مايفعل بها.

هكذا يبدو حال النظام السياسي في العراق منذ 2003 وحتى اليوم، ولم يلتفت الى مافي عمق البحيرة من أمواج تتلاطم، وهناك شيء ماء يتحرك أسفلها، ويوحي بتغيير في السائد. فلم يعد ممكنا للمسن أن يسترخي، ويرتاح، وعليه أن يستجيب لوضع جديد صادم يتطلب قرارات جريئة وشجاعة تلبي حاجات ومطالب المواطنين الراغبين بالتحول الكبير المنافي لكل ماقبله.

الجيل الجديد الصاعد كنا غافلين عنه، وغير ملتفتين له، ولسنا بواعين بما يتضمنه من إحساس مختلف يصنع شعورا جبارا يصعب صده، والتحكم به وبالتالي لابد من التعامل معه بأسلوب مختلف وشجاع وواع يلبي تلك المطالب، ويستجيب لرغبة التغيير والإصلاح. وبوضوح أكبر فإن فهمنا لهذا الجيل قاصر للغاية، ولايرتقي لما يفكر فيه شبان المرحلة الحالية الذين يعيشون أزمة ثقة مع النظام السياسي القائم.


هناك رغبة ملحة لدى القوى الشابة الصاعدة في رؤية بلد محتلف.هذا الجيل رمى خلف ظهره ذكريات الطائفية والقومية والاحتلال والفوضى والعزل والصدام مع الإرهاب، ويريد شيئا يلائم تطلعاته المستقبلية التي لاتوجد لديه نية في التخلي عنه.
إذا لم نستطع أن نفهم هذا الجيل، ونتطلع معه لتحقيق متطلباته المشروعة فسنعاني كثيرا، وقد نفشل في تحقيق تقدم حقيقي في مسعانا للتغيير والإصلاح.

إرسال تعليق

0 تعليقات