السلطان راعي
الإرهاب !... (1)
هانى عزت بسيونى
زعيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي تم قتله في المنطقة الواقعة تحت
المراقبة التركية وفق اتفاق خفض التصعيد مع روسيا وإيران .؟!!
فهل ياتُرى كان يعلم بوجوده السلطان !؟
ولماذا قامت السلطات التركية باعتقال عشرين أجنبياً للاشتباه بأنهم على صلة
بتنظيم داعش بعد مقتل زعيمها البغدادي مباشرة للتغطية على أفعالها ومحاولة لتبديد
الشكوك أمام العالم بعد تجاهل ترامب الحديث عن دور تركي في عملية قتل البغدادي
وإظهار أن أنقرة ليست شريك في الحرب على الإرهاب ، حيث كشفت تصريحات ترامب أن هذا
التنسيق لم يكن ذو قيمة استخبارية وأنه تم تحت الضرورة ، كما يكشف كلام ترامب أن
العلاقة الأميركية التركية في ملف مكافحة الإرهاب ليست جيدة وأن واشنطن قد تكون
أعلمت أنقرة بأمر الهجوم في آخر لحظة وهو ما يعني أن هناك شكوك أميركية قوية جداً
من أن تركيا ليست متعاونة بما فيه الكفاية في ملف مكافحة الإرهاب لمصالح خاصة ،
وبالتالي من شأن الشكوك الأميركية أن تبدد ما تحاول أنقرة أن تقنع به العالم من
أنها شريك في الحرب على الإرهاب والاتهامات الموجهة لها بأنها توظف ملف الإرهاب في
ابتزاز العالم سواء في قضية اللاجئين السوريين في خيام الحدود أو لتبرير الهجوم
على شمال شرق سوريا بالأساس للتخلص منهم بتوطينهم هناك والقضاء على المقاومة
الكردية لإنشاء كردستان سوريا على غرار كردستان العراق ... أي ضرب عصفورين بحجر
واحد ..!
كلها وغيرها تساؤلات بدأت تتسع دائرتها عن سبب وجود زعيم داعش في منطقة
يفترض أن تركيا تشرف عليها أمنياً ؟
فهل يعني هذا وجود تواطؤ أوردوخاني سهّل تسلل البغدادي إلى أدلب أم انه
عجزاً استخباري سلطاني ؟
عموماً كلا الحالتين يتحمل السلطان المسئولية المباشرة عنهما سواء عن تحرك
قيادات مطلوبة دوليا وبسهولة في مناطق تحتلها في سورية تحت ذرائع غير أخلاقية وقت
تتمسك تركيا فيه بأن لها دورا مهما في العملية أو لعجز نظام معلوماته .. وإلا كيف
يمكن تفسير ذلك ؟؟!!..
أسئلة جميعها مشروعة تتبادر للذهن وباتت تتوسع بشأن كيفية وصول البغدادي
إلى أدلب ولماذا ؟!!
لقد فشل السلطان حتى الآن في تقديم رواية مقنعة للعالم والأمريكان والروس
على وجه الخصوص عن سر وجود أهم شخصية مطلوبة دولياً في مناطق نفوذه بسورية دون
تفسير مقنع وهو الأمر الذي يقود إلى اهتزاز علاقاته ليس فقط مع الولايات المتحدة
ودول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ولكن "وهو الأهم" مع روسيا
تحديداً والتي قد تضطر إلى مراجعة التنسيق مع اوردوخان في جهود خفض التصعيد والبحث
عن حل سياسي للملف السوري وفق أرضية سوتشي ..
إن عملية مقتل البغدادي في إدلب تعني أن اوردوخان كاذب ولم يف بالالتزامات
التي تعهد بها في الاتفاق المشار اليه بمناطق خفض التصعيد ، وأن حديثه عن محاربة
الإرهاب وتفكيك الجماعات المتشددة وبالأخص داعش في منطقة المراقبة الخاصة بتركيا
لا يعدو أن يكون مجرد تمثيلية كاذبة لأهداف أخرى بل ويؤكد أن هناك دور لنظامه ليس
في المساعدة على مقتل البغدادي كما يحاول أن يظهر أمام العالم وأنما بتسهيل حركة الإرهابيين
وعلى رأسهم زعيم داعش في إدلب بعد الهجوم التركي الأخير الذي قد يكون لتسهيل
انتقال البغدادي من مكان إلى آخر ، بل ان التستر على زعيم داعش لأهداف تركية يبطل
مزاعم اوردوخان أيضاً من أن تركيا كانت هدفاً للهجمات الكبيرة لداعش منذ ظهور
البغدادي ..
عموماً من الطرافة والغرابة في آن واحد ان من ساعد الأمريكان على قتل
البغدادي لم يكن السلطان وإنما كانت زوجة البغدادي نفسه باعتراف الأمريكان ..
هذه مجرد تأملات سياسية لواقع نظام إرهابي يدعي البراءة ويتدخل في شئون
غيره وبالتوازي الزمني يحمي الإرهاب وقواعده بالتخفي تحت عباءة الإسلام !!
0 تعليقات