آخر الأخبار

الأناركية






الأناركية

د.أحمد دبيان

الأناركية

Anarchy

وهى كلمة إغريقية

ἀναρχία (anarchia)

تجمع بين الحرف

an

بمعنى لا

و

Archy

بمعنى السلطة

أى اللاسلطوية

وتُعرف أيضاً باسمها ونطقها الاغريقى أناركية (وأحياناً تترجم خَطَأً فوضوية)ويطلق على أتباعها اسم اللاسلطويون .

وهي فلسفة سياسية رفض التسلسلات الهرمية التي يرونها غير عادلة، أو بدلًا من ذلك تعارض السلطة في تسيير العلاقات الإنسانية.

يدعو أنصار اللاسلطوية (اللاسلطويون) إلى مجتمعات من دون دولة مبنية على أساس جمعيات تطوعية غير هرمية.

هناك مقولةً تُنسب الى رئيس الشرطة السرية فى موسكو بعد نجاح الثورة، عنهم فيقول :

(إنهم رائعين فى الْيَوْمَ الأول والثانى للثورة ولكن يجب إعدامهم فى الْيَوْمَ الثالث والرابع )

أما باكونين نفسه وهو نبيهم فله مقولة شهيرة :

اشعر أن الأفكار شذرات وشرارات تتقافز فى رأسى ولا استطيع ان أنسقها فى برنامج.....

هذا هو مفتاح الاناركيين أو الفوضويين او اللاسلطويين ومنهم الاشتراكيين الثوريين فهم يرفضون اى سلطة و حتى سلطة الحزب الشيوعى أيام الاتحاد السوفيتى ويرفضون الماركسية اللينينية

احلامهم حسب نبيهم الآخر كروبتوكين هو بناء مجتمعات بلا حكومات تقوم العلاقات الانسانية المتطورة وعلاقات البشر محل الحكومات فى مجتمع خيالى

وهى خليط من الاشتراكية الخيالية اليوتوبية والفوضى

وإقامة نظام اللا نظام يتطلب تحطيم كل السلطات و حتى الأسرية والدينية .....

بلور ميخائيل باكونين أفكاره فى كتاب الإله والدولة

ويرى باكونين أن فكرة الله تضمن التنازل عن العقل البشري والعدالة؛ وأنها العامل الأكثر حسما في إنكار حرية الإنسان، وتقود إلى استعباد الجنس البشري، نظرية وممارسة، ويخلص إلى ضرورة التخلص من فكرة وجود الله.

اكتشف الكتاب من قبل كارلو كافييرو، أحد الفوضويين المعروفين وأحد أصدقاء باكونين، وذلك بعد موت باكونين. ترجم الكتاب إلى الفرنسية ووزعه كمنشور في العام. 1882
كافييرو هو من عنون الكتاب بـ "الله والدولة" (تم تعريبه بعنوان "الإله والدولة") حيث كان عنوانه الأصلي: " الصوفية التاريخية للمدارس الشيوعية"

اللاسلطوية انقسمت الى اتجاهين ثوريين

احدهما يؤمن بالعنف الثورى والتقويض للبناء والآخر انتهج اللاعنف والمقاومة السلمية ،
واتخذ من العصيان المدنى فلسفة للاسلطوية سلمية.

استطاعت اللا سلطوية السلمية و التى تبناها المهاتما غاندى الحصول على استقلال جزئى للهند لكنها أدت فى الوقت ذاته لفقدانه السيطرة على الجماهير فى لحظة فارقة من تاريخ شبه القارة الهندية ما انتهى الى تقسيمها إلى الهند وباكستان .................

اللاسلطوية السلمية تيار بدأ مع هنرى ثورو الامريكى صاحب فلسفة الطبيعة والعودة اليها ورفض مظاهر الحضارة والحداثة التى قوضت روح الانسان .

اعتزل الجميع لمدة عامين فى غابة والدن فى كوخ ملك لصديق له وألف كتاباً فيه خلاصة فلسفته ، اسمه والدن ،

وملخصه ببساطة ان الإنسان يستطيع ان يحيا وحده وبالطبيعة دون احتكار او تراكم ثروه ودون الاحتياج لحكومة مركزية ،

أسس آليات العصيان المدنى

Civil Disobedience

تولستوي أيضا آمن باللاسلطوية السلمية ، وكرد فعل على الطغيان القيصرى الاقطاعي ونظام القنانة والعبودية فى روسيا القيصرية ، كاد ان يوزع أراضيه كونه احد كبار الاقطاعيين ، على فلاحية لولا ان بادرت أسرته بالحجر عليه ،

بدأت اللاسلطوية كفكرة مع صدمة تيار من الجماهير من الردة الثورية للجمهورية الفرنسية بعد الثورة وتأسيس نظام إمبراطوري على يد نابوليون بونابرت

تطورت اللاسلطوية من سلميتها للعنف الثورى ، مع كروبتوكين وباكونين ما قبل ثورة أكتوبر ١٩١٧ ضد روسيا القيصرية ،


استخدمهم الجميع من منشفيك لبلشفيك ، ومن المقولات المشهورة لباكونين

( أفكارى شذرات فى رأسى ولكنى لا أستطيع ان أجمعها فى سياق )

من أفكاره سقوط فكرة السلطة والدولة والاستعاضة عنها بعلاقات مجتمعية ما بين البشر فى نظام منفعة متبادلة دون احتكار او تراكم للثروة .

تأثر غاندى بالجميع من هنرى ثورو وعصيانه المدنى وتولستوى ولا سلطويته السلمية ، وحتى بافكار باكونين وكروبتوكين ،

ونجد خليطاً من كل هذا فى ما اسماه بالساتيا جراها أو اللاعنف ،

اللا سلطوية أو الاناركية فكرة قد تصلح كحركة اعتراض ثورى ولكنها أبداً لا تستطيع تأطير نظام مؤسسى أو القيام بحركة المجتمع أو الدولة ....

إرسال تعليق

0 تعليقات