الدين... والشرف
عز الدين البغدادى
أراد معاوية بن أبي سفيان أن يعزل واليه على الكوفة المغيرة بن شعبة، فلما
علم المغيرة بذلك حاول أن يحتال للأمر فذهب إلى معاوية وقد عرض عليه فكرة أن يجعل
ولده يزيد وليا للعهد وخليفة له من بعده، فرح معاوية بالفكرة واستغرب منها، وقال
للمغيرة:
ويكون ذلك؟ قال: لا عليك، أنا أدبر لك الأمر.. فردّه على ولايته، رجع وبدأ
يعمل على هذا المشروع، وبعد فترة أرسل وفدا من عشرة أشخاص من الوجهاء وشيوخ
العشائر إلى معاوية وأعطى كل واحد منهم 30000 درهما، وأرسل معهم ولده موسى.. وكان
هدفهم أن يطلبوا من الخليفة أن يولي عليهم ولده يزيد لما يعرفون من فضله وشرفه
ومروءته، كان معاوية يسمع متعجبا، فأشار إلى موسى بن المغيرة فدنا منه، فقال له: بكم
اشترى أبوك من هؤلاء دينهم؟!
فقال له: بثلاثين الفا.. فضحك معاوية مقهقها ثم قال : لقد هان عليهم دينهم.
وفي لفظ آخر: بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم؟ قال: بأربعمائة دينار. قال: لقد
وجد دينهم عندهم رخيصاً.
حتى معاوية كان يعرف بأنّ الدين ليس صلاة، بل موقف شرف، وليس كل أحد يقدر
عليه.
0 تعليقات