هل تعلم أحدا لم يؤيد خطاب المرجعية
هادي جلو مرعي
خطبة المرجعية ظهيرة
واحدة من جمع العراق الحافلة بالدعاء والرجاء صدمت الساسة، وأمرتهم بالاستسلام
للحقيقة، فتداعوا مؤيدين هاتفين بالرضا والخضوع، مرحبين ومعلنين السمع والطاعة.
ستة عشر عاما كاملة
لم تكن كافية ليفيق النيام من سهدتهم الطويلة في كهف الأوهام، ويتعرفوا كيف تسير
الحياة من حولهم، وتناسوا إن العراق ليس فقط خزينة، وساحة خصومة، ومكانا لجمع
الغنائم، بل هو أكبر وأخطر، وأول ضحاياه هم ظالموه وسارقوه.
بلد مثل العراق
لايحكمه إلا جبار، أو ثلة من الأخيار، كان يفتقد للجبار وللأخيار، فترك نهبا لدول
الجوار، ولقوى الإستعمار، ولنفوذ التجار، وقبائح أفعال الفجار الذين عاثوا فيه
فسادا وعنادا، وتركوه بلاأسوار تحمي تلك البستان العامرة بالخيرات، وصنوف الأثمار
لتنهبها أيدي الأشرار.
إحتلال، وطائفية،
وفساد، وتدخلات خارجية، ومجموعات عابثة، وسراق وقتلة. بشر تائهون حائرون،
لايستدلون الى طريق، ولايهتدون الى ركن وثيق يعصمهم من الخطأ والخطيئة.
الحمقى الذين تمترسوا
بالمناصب الواهية والأموال السائبة، وأضعفوا القانون، وأعموا عن الحقيقة العيون،
لم ينتبهوا الى النهاية، وإن شعبا متذمرا سينتفض، وجيلا غاضبا سيثور، وعاقلين
واضحين سيضعون الأمور في نصابها في لحظة حقيقة صادمة لابد في يوم قادمة لتتغير
وتتبدل الأحوال، وتوضع الأحمال، فيكون على كل واحد ممن إرتكبوا الخطيئة وزر ثقيل
تنوء به الجبال، وتستثقله قلوب وعقول الرجال.
لم تنته الأمور في 9
نيسان 2003 بل كانت بداية صراع مختلف. فمن كانوا يحومون في سماء العراق قبل هذا
التاريخ، ومن كانوا يبحثون عن ثغرات دخلوا جميعهم، وصاروا يمارسون ماشاءوا من
منافسة ومصالح وصراع ومكاسب وتصفية حسابات.
أيها السادة العراق
ليس منصبا، فقد تنصب عليه جبابرة الأرض ولفظهم كلهم، وليس مالا فالمال لاينفد. العراق
تحد عظيم فشل فيه كثر والقائمة تطول.
0 تعليقات