مقاومة الجوع
د. محمد إبراهيم
بسيونى
عميد طب المنيا
السابق
الجوع هو الإحساس
بالحاجة إلى الطعام وهو ينشأ في منطقة الهيبوثلامس وينشأ عن طريق مستقبلات في
الكبد. ويبدأ إحساس الجوع بعد آخر وجبة بساعتين ويعتبر شعورا غير مريح وينتهي
إحساس الجوع بتناول الطعام. سبب مشكلة الجوع هو نقص الإنتاج، والسبب الأساسي للجوع
هو الفقر، فآلاف الأسر اليوم ليس لديها المال لتشتري الطعام، ولا تستطيع شراء
أدوات الزراعة لتقوم بنفسها على إنتاج غذائها. هؤلاء التعساء لا يحصلون على
كفايتهم من الطعام والمياه الصالحة للشرب والسكن الآمن والرعاية الصحية، إضافة إلى
الصرف الصحي وخدمات التعليم. الجوع وسوء التغذية يؤثران في مجموعتين من الناس
بدرجات متفاوتة، المجموعة الأولى هم أطفال ما قبل المدرسة، حيث يوجد آلاف الأطفال
الذين يعانون نقص الوزن بسبب الجوع الحاد أو المزمن وغالباً ما يكون جوع أولئك
الأطفال ميراثاً من أمهات يعانين سوء التغذية. ويؤثر نقص التغذية في أولئك الصغار،
فيجعلهم أقل حماساً للعب والدراسة، وكثير منهم يخفق في الحصول حتى على تعليم
المرحلة الابتدائية. كما أن آلاف من أولئك الأطفال يتركون المدارس قبل إتمام
دراستهم. يؤثر الجوع المزمن كذلك في النمو العقلي، وتبلغ المأساة ذروتها حين يتعرض
هؤلاء الأطفال إلى أمراض معدية، إذ تقتلهم بسهولة أكبر مما لو أصابت أطفالاً
يحصلون على غذاء جيد.
أما المجموعة الثانية
من الناس الذين يمكن أن يكونوا ضحايا الجوع أكثر من غيرهم، فهي مجموعة النساء
والبنات، فأكثر من ستين في المائة من جياع العالم من الإناث. ومع أن النساء المنتج
الرئيسي للطعام في مصر ومعظم أنحاء العالم، فإن البنية الاجتماعية والأعراف
السائدة غالباً ما تؤدي إلى حصول النساء على طعام أقل مما يحصل عليه الرجال.
يبدو أن الأساس لأي
خطوة عملية للقضاء على الجوع وسوء التغذية هو تحقيق نمو اقتصادي سريع للناس
الفقراء، وخاصة في الريف، لأن خمسة وسبعين في المائة من فقراء العالم يعيشون في
المناطق الريفية، فلا غرابة أن تكون تنمية الريف وتطوير الزراعة فيه هما العاملين
الحاسمين في القضاء على مشكلة الفقر وبالتالي الجوع. على الرغم من أن أقوى آليات
محاربة الفقر والجوع تتمثل في تشجيع مستويات النمو الاقتصادي العام، فإن التنمية
في ريفنا لا يكفي بالضرورة الجميع. من الممكن أن يرتفع متوسط الدخل، لكن إذا كان
توزيع الدخل غير عادل فإن استفادة الفقراء ستكون قليلة، ومن ثم تستمر جيوب الفقر
في الريف المصري.
0 تعليقات