عزت الشابندر... ومظاهرات هونغ كونغ
عز الدين البغدادى
مظاهرات كبيرة اندلعت
في هونغ كونغ منذ خمسة أشهر، وقد شكا المتظاهرون من تعامل بالغ القسوة معهم من قبل
الشرطة. يوم الجمعة أول أمس وبعد خمسة أشهر من التظاهرات توفي احد المتظاهرين ليس
بسبب أطلاقة نار على الرأس ولا بسبب قنبلة غاز تخترق الجمجمة، بل اثر جروح أصيب
بها.
عزت الشابندر سياسي
ذكي، بل هو أحد الأذكياء القليلين جدا الذين عملوا ضمن المنظومة السياسية بعد 2003،
إلا أنه للأسف شخص انتهازي، يمكن أن يفقد توازنه ويسيل لعابه عند يرى غنيمة قريبة.
في وقت مبكر انتمى
عزت الشابندر الى حزب الدعوة، وكان جزءاً من أول انشقاق حصل في حزب الدعوة ضمن ما
عرف بـ "جند الإمام" حيث انتقد المنشقون ما اعتبروها حالة ترف نسبي
يعيشها قادة الحزب، ودعوا الى ان تعيش القيادة حالة من الزهد والابتعاد عن الملذات
وغيرها.
ومن المضحك أن أشخاص
ورموز هذا الخط تحولوا إلى أشخاص دنيويين جدا جدا، وبالنسبة للشابندر فقد عرف عنه
بأنه شخص يستطيع أن يستغل إمكانياته للوصول إلى أهم شيئين عنده وهما:
المال والجميلات.
والأمر الثاني سبب له
مشكلة كبيرة عندما كان في إيران وهو ما جعله يغادر هاربا منها الى سوريا، حيث بقي
لفترة يحاول ان يعيش في وضع بعيد ما أمكن عن العين خوفا من أي ملاحقة تصل إليه.
التقى الشابندر
بالقذافي وحصل منه على دعم مالي كبير جدا، وهو ما سهل له أن يعيش حياة هنيئة مع
المال والجمال، فهو خلافا لأخيه الأكبر "غالب" عرف عنه برودة الأعصاب
واللا مبالاة.
بعد الاحتلال جاء كغيره
من رموز زمن السقوط، وبقي يتنقل من جهة الى أخرى، تملق للمالكي كثيرا، كما تملق من
قبل لعلاوي، وبعد ان خرج المالكي من رئاسة الوزراء انتقده واتهمه بانه وراء فضيحة
مصرف الزوية... وحاول ان يتملق للعبادي الا انه لم يجد مجالا لأن العبادي تعامل
معه باحتقار، فهو لم يكن يحترمه بسبب تقلباته، فضلا عن أنه سبق وأن تهجم عليه.
عرف عزت بصداقته
المتينة والعميقة مع الفاسد مشعان الجبوري، وهو الذي سهل عقد صفقة بين المالكي
ومشعان تتضمن اسقاط التهم عنه مقابل تأييده للمالكي.
أراد الله ان يفضحه
ويكشف زيفه ويلبسه خزيا عندما ظهر على الشرقية وهو يمارس مهنته وهوايته المفضلة
وهي التملق ليدافع عن رئيس الوزراء الحالي بطريقة مبتذلة وخسيسة عندما برر ضرب
المتظاهرين بالرصاص، وعندما قال بأن مصلحة المواطن أهم من الدم!! ولا أدري ما معنى
هذا الكلام؟ انه يقول بأن مصلحة المواطن أهم من دم المواطن!!
كلامه كان صادما
لكثيرين، لكني لم استغرب كثيرا، فتاريخ الرجل لا يعطي صورة ايجابية عن رجل احترف
الكذب وتزويق الكلام لا سيما عندما يكون هناك مال أو جاه يفقد الرجل تجاهه أي
حصانة له.
0 تعليقات