العمبة والصمون
محمود جابر
أكلة العمبة والصمون
التي تفردت بها مدينة بغداد أيام زمان جاء بها التجار العراقيون الذين هاجروا الى
الهند و استقروا في بومبي
شاع بين الناس اذا
كنت تريد عمبة مضبوطة فروح اشتريها من سوق حنون.
ارتبطت بصورة خاصة
بأكل السمك المسقوف و الكبة البرغل، حتى لم يعد من الممكن ان تتصور سمكة مسقوف في
شارع ابي نوآس بدون عمبة و طماطا
--
من الأكلات الشعبية
التي كانت شائعة في أيام الخير في بغداد بين الأطفال وصغار الأولاد أكلة العمبة
الصمون ........أكلة العمبة والصمون من الأكلات الشعبية التي تفردت بها مدينة
بغداد.
العنبة موجودة في مصر
و يزرعونها هناك وهى ( المانجو)، و لكنهم يأكلونها كفاكهة حلوة و طرية.
لم يعرف احد غير أهل
بغداد أكل العمبة المخللة و المطيبة بالملح والفلفل والكاري المركز.
وهي أكلة لم يعرفها أجدادنا
العرب في العهد العباسي أو العثماني.
من الذي جاء بها ؟ و
كيف تعلم عليها أهل بغداد وأصبحت الأكلة الشعبية الأولى ؟
اكتشف أن من جاء بها إلى
العراق كان التجار العراقيون الذين هاجروا إلى الهند و استقروا في بومبي.
عملوا على استيراد
التمور و الخيول العربية من العراق و توريد التوابل الهندية الى الشورجة.
و كانوا في الهند قد
تعلموا على أكل العنبة المخللة بالكاري.
صدروا عدة براميل
منها إلى سوق حنون في بغداد فذاقها الناس استلذوا بها و شاعت بينهم. و منهم انتقل
استعمالها الى بقية سكان بغداد. ارتبطت بصورة خاصة بأكل السمك المسقوف و الكبة
البرغل، حتى لم يعد من الممكن ان نتصور سمكة مسقوف في شارع أبي نوآس بدون عمبة و
طماطا.
العراقيون بصورة عامة
لايحبون الكاري والفلفل الحار، ولكنهم يهيمون بأكل العمبة حتى تعلق بها الصغار وأولاد
المدارس.. فقد أعتاد باعة العمبة والصمون المتجولين أيام الزمن الجميل على حمل
براميل صغيرة للعمبة وسلة أو بقجة للصمون ،وقسم من الصمون مقطع الى ربع والى نص،
فيقفون أمام المدرسة وكانت الأكف تمتد الى بائع العمبة وبتلهف لشراء ربع صمونة أو
نص صمونة أو صمونة كاملة، وكثيراً من بائعي العمبة يعملوها مخلوطة مع العمبة
الأصلية،وأن القسم الأكبر يضع شرائح الشجر وشرائح البطاطا وعلى أساس أنها جوزة
المانكا، تفنن العراقيون بعمل العمبة والتي نسميها الشريس وهي فعلاً أطيب من
العمبة الأصلية، ومع تطور الحالة فأنه كانت هناك عربات متخصصة بالعمبة باستخدام
البيض والطماطة معها،وقسم من البائعين يضع لحم الروست بدلا من البيض مع العمبة
والمشهور بها هو عنتر(قاسم) ،وعندما أعتاد العراقيون على أكلة الفلافل فبدأوا بوضع
العمبة معها،ومن الذين أشتهروا بذلك فالح أبو العمبة، وأشتهرت العمبة مع أكلة
المسكوف والكبة.
ومع التطور أصبح
بائعي الطرشي يصنعونها وبنكهات طيبة ولذيدة،أذا تطورت استخدامات العمبة وأفل نجم
بائع العمبة والصمون، وتجدر الآشارة أن العمبة الأصلية التي تعمل من ثمرة المانكا
لا تجدها في الهند ،وذلك لأنهم يصنعونها فقط للعراق ودول الخليج .
وكان الكسبة والباعة
المتجولون يدورون بها في الأزقة والأسواق الشعبية وحول ملاعب الكرة و رياض الاطفال
تسمعهم ينادون بها:
بفلسين، بفلسين،
صمونة و عمبة بفلسين!
ايام خير يا عمي .
كثيرا ما كانوا
يضيفون إليها شرائح من الطماطا أيضا ليخففوا من حدة الكاري و الفلفل.
و بالطبع ، شرائح الطماطا المزروعة في العراق
ارخص من شرائح العمبة المستوردة من الهند.
غير ان بعضهم اخذوا
يستبدلوا شرائح العمبة بشرائح البطاطا المسلوقة. وهكذا شاع بين الناس: اذا كنت
تريد عنبة مضبوطة فروح اشتريها من سوق حنون.
0 تعليقات