تركيا والتصعيد
المتعمد المتوسط
محمود جابر
من وجهة نظر مختصون أتراك فإن الاتفاق التركي الليبي، حول السيادة البحرية،
هو خطوة مهمة للغاية للمشروع التركي في شرق البحر المتوسط بحيث "أعاق
المخططات اليونانية المصرية هناك"...!
إن تركيا بعد الآن ستزيد نشاطاتها وخطواتها في البحر المتوسط، لمشروع "الوطن
الأزرق"، الذي يضم البحار الثلاثة المطلة على تركيا.. وهي البحر الأسود وبحر
إيجة والبحر المتوسط..
وأجرت تركيا مؤخرا مناورات تعد الأكبر في تاريخ تركيا في كل من البحر
الأسود وبحر إيجه وشرق البحر المتوسط تحت أسم "الوطن الأزرق" بسبب
البحار الثلاثة.
الخطوة التي تم التوصل إليها تمهد للإعلان عن الاتفاقية القانونية التي
تنظم موضوع البحث عن الموارد البحرية واستغلالها والمعروفة بـ"المنطقة
الاقتصادية الخالصة"، التي لم تعلن عنها أنقرة بعد، والمذكرة بين البلدين
تتيح لتركيا التحرك باتجاهها.
ما يتداول في أنقرة هو أن الاتفاق الليبي التركي سيغير من موازين القوى في
شرق البحر المتوسط في مواجهة "المشروع الأمريكي الأوروبي الإسرائيلي
اليوناني، الذي تدعمه كل من السعودية ومصر"، وفق وجهة النظر التركية .
وتضيف أنه بعد الاضطرابات التي عاشتها العاصمة الليبية استولت اليونان على
نحو 39 ألف كم مربع من المياه الإقليمية الليبية، وعلى الفور قامت طرابلس بإرسال
مذكرة إلى الأمم المتحدة أكدت فيها على أنها لن تعترف "بالاغتصاب اليوناني
للمياه الليبية"...
الأخطر التعامل من مفهوم أن المنطقة نفسها "تقع ضمن نطاق المشروع
التركي، حيث أن الحدود البحرية التركية الليبية تقابل جنوب غرب جزيرة كريت، وهذه
الاتفاقية مع تركيا ستحافظ على الحدود الغربية لليبيا ".
و تضيف "المطلوب الآن أن تتحالف تركيا مع روسيا والصين في شرق
المتوسط، لصد أوروبا هناك".
وأشارت صحيفة "ملييت التركية " أن الاتفاقية حمت مصالح تركيا،
وقبرص الشمالية وأعطت مسوغا قانونيا وشرعيا في النشاط التركي شرق البحر المتوسط.
ولفتت إلى أن أول من دعا لهذه الاتفاقية، اللواء البحري في الجيش التركي
جهاد يايجي في كتابه الجديد، بعنوان "ليبيا جارة تركيا من البحر"، التي
شدد فيها على ضرورة توقيع الاتفاقية بين البلدين، لحماية الحقوق الشرعية لهما في
شرق المتوسط.
ورأى الجنرال التركي المتقاعد، ضرورة فتح قنوات تواصل مع دمشق لتعزيز
الاتفاقية، ما يعطي قوة قانونية أكبر لتركيا في أنشطتها في شرق المتوسط أمام الأمم
المتحدة.
وأشار إلى أن الاتفاق التركي الليبي، يعد "أخطر كابوس" لليونان،
التي تعمل مع شركائها بالضغط على تركيا.
الجنرال يايجي في كتابه، أشار إلى أن قيمة الاحتياطي من الغاز الطبيعي في
شرق المتوسط، تبلغ 3 تريليونات دولار أمريكي، وتكفي تركيا لمدة 572 عاما.
ويشكل الاتفاق بحسب يايجي، درعا أمام توقيع اتفاق اليونان لاتفاقية "المنطقة
الاقتصادية الخالصة" مع قبرص الجنوبية ومصر، لأنها ترسم الحدود الغربية
للمنطقة الاقتصادية الخالصة في شرق المتوسط.
وأضاف أن زعم اليونان بوجود حق لها بسبب امتلاكها لبعض الجزر في شرق
المتوسط، يعد مخالفا للقانون الدولي، والقرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية،
بما يتعلق بقانون "تسوية النزاعات".
ولفت إلى أن هناك جدلا في الرأي العام اليوناني، حول أن نتيجة أي قضاء دولي
محتمل قد لا يصب لصالحها، مشددا على أن حالة الانزعاج التي يشعر بها المسؤولون في
اليونان يؤكد ضرورة توقيع اتفاق كهذا بين تركيا وليبيا.
0 تعليقات