الى طريق إلى تقديس الدين
د. محمد إبراهيم بسيونى
عميد طب المنيا
السابق
فصل الدين عن الدولة
يعني عدم إخضاع الفعاليات السياسية والاقتصادية لاحتكار أية سلطة دينية مستقلة عن
المجتمع.
ومعنى السلطة هنا هو
احتكار فئة متميزة بذاتها تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة بشؤون الدولة وفعالياتها الاجتماعية
والاقتصادية والسياسية.
هذا لا يعني فصل الدين
عن الدولة فصل الدين عن المجتمع، وإنما عدم السماح لرجال الدين ووعاظه باستغلال
المبادئ والقيم الدينية النبيلة لإشباع حاجاتهم ومصالحهم الخاصة وتوظيفها في
المجال السياسي والاقتصادي وغيرهما، انطلاقا من حقيقة إنسانية عامة وشاملة هي أن "الدين
لله والوطن للجميع". فصل الدين عن الدولة يعني أن يكون التشريع نابعاً من
استقلالية مجلس التشريع القائم على الدستور.
والدستور هو تشريع
وضعي ينظم دولة المواطنة.
بمعنى أن الجميع
متساوون أمام القانون بصرف النظر عن الدين والمذهب واللون والجنس والأصل أو العرق،
فكل الناس متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات.
فصل الدين عن الدولة
والسياسة يعني احترام الدين وقيمه الروحية وهو يعني أيضاً حماية الدين والعقيدة من
العابثين بهما وعدم السماح باستغلال الدين والشعائر والطقوس من أجل إشباع المصالح
الخاصة، وبصورة خاصة من وعاظ السلاطين الذين يستغلون الدين من أجل تحقيق اهداف
المستبدين والمتسلطين على رقاب الناس عن طريق رفع شعارات "دينية" لاستغلال
عواطف الجمهور.
وبالتالي الحيلولة دون التحول إلى دولة دينية أو
عنصرية أو طائفية لا تعترف بالأديان الأخرى ولا تعطيها حقوقها كاملة.
من المستقر عليه ان
الرسول صلى الله عليه وسلم كان رسولا وملكا فى ان واحد، وانه كان يسوس دولته
الوليدة بحنكة وذكاء شديدين وانه لم تعرض له مشكلة من مشكلات الحكم الا واستطاع ان
يحلها ويخرج منها منتصرا. فهو قائد عظيم بكل المقاييس ومؤهل تماما لرسالته ولهذا
اختاره الله.
ستظل الإجابة غامضة
ترى هل نظل نحن المسلمون نبكى ابد الدهر على دماء المسلمين الأوائل ونسكب غيرها
منذ أربعة عشر قرنا وان الإسلام دين وحكم ام نفيق من هذه الصدمة دون ان نخرج من
ديننا ونتهم بالكفر والزندقة.
لقد أفاقت أوروبا بعد
صراع مرير بين الطوائف المسيحية كلفتها الملايين من الأرواح الى ضرورة عدم الزج
بالدين فى السياسة وانتهت الى النظام الديمقراطي احد أعظم المنتجات البشرية على الإطلاق،
فهل نفيق نحن، ربما لن نفيق لان رجال الكهنوت الاسلامى المرفوض اسما والواقع حقيقة
يرفضون كل فهم صحيح او تجديد للدين يمكن ان يقود الى إصلاح مسار الأمة وحلحلة هذا
الوضع المزري الذى ترزح فيه لان الملايين التى تدخل الى كروشهم لا تكلفهم سوى
التفسير والتأويل لمن غلب.
0 تعليقات