الناصرية... عندما تغضب

الناصرية... عندما تغضب

عز الدين البغدادي

..... اخلع نعليك أنت فى الناصرية ....

في الثمانينات كانت المحافظة التي أعطت أكبر عدد من الشهداء، وفي 1991 كانت أهم قواعد الانتفاضة ضد السلطة، وعندما دخل الاحتلال الأمريكي الى العراق سنة 2003 كانت الناصرية من أهم العقد التي جابهت العدوان وأوقفته وكبدت العدو خسائر وأذلته.

وفي الحرب ضد الإرهاب كانت للمرة الثانية المحافظة التي أعطت اكبر عدد من الشهداء...

في ثورة تشرين كانت مدرسة الشرف والشجاعة الكبرى التي أذهلت الدنيا.

إذا سألت عن الثقافة فستجد لأبنائها القدح المعلى، وإذا تحدثت عن الفن والجمال، فهي مدينة الطرب والصوت الشجي، وإذا تكلمت عن التمثيل فهي مدينة الفن مدينة عبد المطلب السنيد وسناء عبد الرحمن وعدنان شلاش، وهي مدينة محسن العزاوي ووجدي العاني وبهجت الجبوري.

وهي مدينة الشيخ عباس الخويبراوي و"قرية المؤمنين" التي كانت مدرسة علم وفقه.

ابن الناصرية شاعر بالفطرة، فلا تعجب أن تنجب عريان السيد خلف أو كامل سواري، ابن الناصرية فنان بالفطرة فلا تعجب أن تنجب حضيري أبو عزيز أو حسين نعمة.

ولأن ابن الناصرية حمال ألم فهو سياسي منذ كان، ففي هذه الناصرية كانت أهم الأسماء في العمل السياسي على اختلاف توجهاتها من القوميين والبعثييين والشيوعيين والإسلاميين.

إنها المدينة التي لم يروضها الجبابرة الطغاة، إنها مدينة معركة "البطنجة" التي واجهات فيها عشائرها الجيش الانكليزي المحتل، ومدينة البطل العراقي حسين رخيص.

إنها مركز سومر أعظم حضارة في التاريخ، إنها منطلق دعوة إبراهيم، مدينة ارتبط "ذي قار" اسمها بالنصر وبرفض تسلط الأجنبي.

تحية لثورة العراق في الناصرية في سوق الشيوخ والغراف والرفاعي مدينة الأبطال وفي الشطرة التي صدحت حناجر أبناءها: "كل لعادل صارت خطرة ... طبت بيها رجال الشطرة"..

وأنت أيها الجلاد.. أنت يا من لا ترى في الإنسان الذي تواجهه غير هدف رمي، لا اطلب منك ولا ممن أمرك بالرمي أن تعرف عمق الإنسان الذي تواجهه ويواجهك، أنتم أغبى من ذلك بكثير.

لكن في النتيجة لا بد أن يعرف الناس معنى أن تواجهك ثورة في "ذي قار"، وعندما تكون فيها سأقول لك: أنت في ذي قار أنت في أرض ارتبط عمق تاريخها بالكرامة في ارض طالما أعطت رجالا ثمنا للحرية، أنت في ارض يجيد أبناؤها فن الإعطاء دون أن يطلبوا شيئا غير وطن وكرامة، أنت في الناصرية "فاخلع نعليك"....