آخر الأخبار

المجتمع اللاهوتي!







المجتمع اللاهوتي!


على الأصولى

من يظن بأن المحافل الدينية وأماكن تجمعات المدينين( المسلمين أو المسيحيين أو اليهود )، وحتى الحوزويين مجتمعات مثالية فهو واهم،

كنت قديما وقبل الالتحاق للحوزة العلمية مثلا أتصور بأن الحوزة بأفرادها مجتمع مثالي على غرار المجتمع الملائكي ولكن بعد المعايشة وجدت بأن المجتمع الحوزوي لا يفرق كثيرا عن المجتمع العراقي في الوسط أو الجنوب،

كيف لا والكل ... كل الطلبة إفرازات طبيعية لثقافات بيئة عشائرية ومناطقية عراقية، ففيهم الشريف العفيف وفيهم الشرير الحقير،

دعني انقل لك قصة العالم العراقي والفيلسوف الرباني وما عاناه في أوساط هذا المجتمع الذي فيه الغث والسمين،

الشيخ عبد الكريم الزنجاني ،وهو رجل دين وفقيه وفيلسوف شيعي عراقي أحد أساتذة السيد الخوئي من أهل النجف، وأما لقب الزنجاني فهو نسبة إلى مدينة زنجان الإيرانيَّة التي هاجر إليها جده سنة 1217 هـ، فنسبوا إليها.

والزنجاني مصنف له عدد من المصنَّفات باللغات العربيَّة والفارسيَّة والأردويَّة.

وقد دونت خطبه في كتاب بعنوان صفحة من رحلة الإمام الزنجاني وخطبه في الأقطار العربية والعواصم الإسلامية.

يذكر أن الزنجاني كان معزولاً في المجتمع النجفي من العلماء والناس ، وكان المجتمع يتجنبه بسبب اتهامه بالجاسوسية ، بعد أن زاره بعض رجالات العهد الملكي ، ويذكر أن احد أبناء العلماء ( مهدي الحكيم) كان يسيء للزنجاني أمام الناس بحجة الجاسوسية ، ، والغريب أن الحكيم اعني (مهدي) قد اتهم هو لاحقاً بنفسه تهمة الزنجاني وظل مطارداً حتى اغتياله في السودان !

بل وصلت الاتهامات إلى مرحلة حرجة ولا أخلاقية بحق الرجل حتى مات كمدا.

عام 1968م توفي الزنجاني وقد وجد أن زوجته مصابه بالسل ويسكن بإيجار في دار خربه رطبه ومدين ثلاثين دينارا وبيع أثاثه بعد وفاته جميعا بسعر عشرة‌ دنانير فقط آنذاك ودفن في صحن الإمام علي (ع) !!

إرسال تعليق

0 تعليقات