ماذا
بعد الاحتجاج الاسرائيلى
د. محمد إبراهيم
بسيونى
عميد طب المنيا
السابق
هناك مقالة في
اليوم السابع للأستاذ دندراوي الهواري بعنوان "الشيعة واليهود وثالوث الشر في
العالم". السفارة الإسرائيلية في القاهرة نشرت اعتراض على المقال وتكلمت
"عن العلاقات المتينة التي تربط بين الدولتين" واستهجنت المقال بشدة.
كان رئيس وزراء
إسرائيل نتنياهو في التسعينات ذهب للرئيس حسني مبارك ومعه مجموعة من الصحف المصرية
التي تتكلم بشكل مسيء وسلبي عن إسرائيل، وقال للرئيس كيف يسمح بنشر هذه المقالات
في اللحظة التي فيها معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل. وقتها الرئيس مبارك رد عليه
بإن الحكومة المصرية لا تتدخل فيما تنشره الصحف المصرية. الموضوع انتهي لأن
إسرائيل وقتها كانت مدركة إن ما ينشر في الصحف المصرية هو ما يمكن تسميته
"للاستهلاك المحلي" وإنه لا يعبر عن سياسة القيادة المصرية وقتها التي
تري إن السلام مع إسرائيل "خيار استراتيجي".
وفي التسعينات لم
يكن هناك انترنت وبالتالي الموضوع كان سهل تجاهله.
في
التسعينات، كان فيه سياسة متبعة في مصر، وهي إنه فيه خطاب للداخل ضد إسرائيل وخطاب
للخارج مع السلام ومع العلاقات مع إسرائيل.. وهذا كان ممكن تصور إنه يحدث بدون
مشاكل للقيادة السياسية المصرية وقتها لأن ليس هناك سوشيال ميديا وساحات للتواصل
والقذف والاشتباك بين كل الأطراف مثل الآن.
بعد اعتراض
السفارة الإسرائيلية واحتمال احتجاج إسرائيلي عند الجانب المصري، فمن المتوقع
تغيير سياسة الخطاب للداخل والخطاب للخارج بسبب التويتر والفيسبوك والتواصل الدائم
بين الأطراف كلها لن يسمح بازدواجية الخطاب. وهذا أمر يدعو للتأمل خصوصاً في عالم
لم تعد الحكومات لديها سيطرة كاملة عليه.
0 تعليقات