آخر الأخبار

زعلان على الله





زعلان على الله


هادي جلو مرعي



العلاقة مع الله لايمكن توصيفها بالتكافؤ. فهناك الرب الواحد المعبود، وهناك الخاضع المستسلم المطيع الذي يملك خيارين احدهما فيه فرصة ممتازة والآخر يمثل النهاية السيئة، الأول: الإستسلام والطاعة الكاملة والقبول وعدم الإعتراض والإمتناع وتنفيذ الأوامر والنواهي والإلتزام بها دون قيد أو شرط. فإذا قرر الرب إن ماقام به العبد مقبول، كانت له المكافأة. والثاني: التمرد والعصيان، وعدم الإلتزام بالتعاليم والأوامر الربانية، فيكون الجحيم هو المأوى..


بعض الناس، وعبر التاريخ يميلون الى الفوريات، وهو ان يرى فعل الله في الظالمين على الفور، وحين يتكبر ويتجبر الطغاة والحكام على المستضعفين والمعارضين، فيقتلونهم بطرق بشعة، ويمنعون عنهم الطعام والسكن الكريم والعمل، ويضعون خيارهم في السجون، وييتمون أطفالهم، ويستحيون نساءهم يتعجب الناس، ويقولون: أين الله؟


لكن لله حكمة بالغة لاندركها، ولانستوعبها، ولانطيق التعامل معها بعقولنا القاصرة، وتفاهات أفكارنا.


في حوادث تاريخية ابيد ملايين البشر بسبب حماقات بعض الحكام، وهم أفراد مختلون يذيقون شعوبهم الويلات، وشعوبا أخرى يحتلون بلدانها، ويتسلطون عليها، وينهبون خيراتها، ولايهتمون لحساب، ولايخشون مساءلة. والبعض يقول: لماذا لايتدخل الله، وينصر المستضعفين والمظلومين والثائرين على حكامهم الفاسدين المنبوذين؟


أحد الأصدقاء إتصل بي وسألني عن الأوضاع العامة؟ فحدثته عن تصورات بعينها، لكنه بدا متذمرا ناقما متوعدا، وأشار الى إنه يفكر في الإلحاد، وإنه زعلان على ربنا، ويريد معاتبته على عدم تدخله في الحوادث الكبرى! كالحروب العدوانية والمجاعات والبلاءات التي تصيب البشر، ومايعانيه الناس بفعل البطش والترهيب والتخويف والسجن والتعذيب والقتل. فقلت له: إصبر فإن لله الحكمة البالغة.

إرسال تعليق

0 تعليقات