الداعشية نهج أم
تنظيم !؟؟ (2)
هاني عزت بسيونى
ها قد مضى البغدادي كما مضى من قبله أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي،
ووآهِمُّ من يظن أن هذا الفكر المنحرف سينتهي ما دام هناك دول تحكمها الفوضى
والطائفية والحرمان من التعليم والبحث العلمي والحرية والكرامة والعدالة
الاجتماعية والتنمية المستدامة والرعاية الصحية الناضجة ، ففي ظل التدخل في شئونها
والعدوان الأجنبي عليها وسط عجز تام منها لتقديم حلول لدحر هذا الظلم والعدوان من
جانب ، وبناء الإنسان والجدار الديمقراطي وتوفير الحياة السياسية الراشدة من جانب
آخر ، فإن هذا الفكر الهدّام سيبقى يتجدّد بنسخ أكثر وحشية نابعة من مرجعية
تاريخية منحرفة ومتطرّفة.
لقد هنَّأ دونالد ترامب نفسه بـ"إنجازه" في قتل البغدادي كما فعل
سابقيه مع بن لادن وغيره ، وتلقوا تهاني طغاة كثيرين وجودهم بالأساس احد أهم أسباب
هذه البيئة الفاسدة ، ومع ذلك ..
فلنستعد من الآن لاستقبال اسم جديد
مع موعدٍ قادم لعنف آخر سيتجدّد ما دام هناك هذا الخلل ، ففي المحصلة كلهم "دواعش"
بإجرامهم وإن كان بطرق وأشكال مختلفة فـ"الداعشية" نهجٌ لا تنظيم وإن لم
نصلح ما بداخلنا سيتكرر المشهد ونحن نعود إلى الخلف بنفس السرعة التي يتقدم بها
غيرنا للأمام...
0 تعليقات