أبوظبي- تل أبيب
مجدى شعبان
سلطت صحيفة إسرائيلية الضوء على المزيد من العلاقات الأمنية والاستخبارية
بين (إسرائيل) وإمارة أبو ظبي، وجاء عنوان تقريرها المطول لافتا بتساؤلها :
"كيف أصبح محمد بن زايد MBZ حليفا وثيقا للدولة اليهودية؟".
قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" في تقرير لها إن "إسرائيل باعت
معدات استخباراتية وطائرات مقاتلة أمريكية من طراز إف16 لأبوظبي، مما يكشف عن عمق
العلاقات السرية بينهما، ويوفر منظورًا أوسع حول العلاقات الخاصة النامية بين
إسرائيل والدول العربية المعتدلة الأخرى، مع العلم أن أساس تعاون تل أبيب وأبو ظبي
ينطلق من مصالحهما المشتركة بمعاداة إيران وكراهية الإخوان المسلمين والخوف منهم".
وأشارت إلى أنه "من أجل تحقيق أهدافه، اشترى MBZ على مر السنين أسلحة ومعدات عسكرية بمئات
المليارات من الدولارات، معظمها من الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث ترجم كراهيته
للإخوان المسلمين عبر سياساته الدبلوماسية والعسكرية، ومشاركته بإنشاء تحالفات
إقليمية".
وأوضحت أن "محمد بن زايد يعتبر نفسه منافسا مريرا لقطر وتركيا، اللتان
تدعمان الإخوان المسلمين في العالم العربي، ويرى نفسه صديقا للبحرين ومصر والأردن،
وبدرجة أقل السعودية، التي تعارض الإخوان، أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي،
المعارض القوي لحماس، فيرى في ابن زايد حليفًا قويًا".
وكشفت أن "علاقات استخبارية قوية بين تل أبيب وأبو ظبي عبر شركتي NSO و Verint المقيمتان
بهرتسيليا، وتعملان بالتجسس والمتابعة، وباعتا أنظمتهما للإمارة، وتقومان بتصنيع
وبيع برامج لأجهزة التنصت لاعتراض الهاتف والاتصالات وأجهزة الكمبيوتر، وواجه ابن
زايد انتقادات قاسية من جماعات حقوق الإنسان لاستخدام أجهزته الأمنية المعدات
الإسرائيلية الصنع للتجسس على المعارضين السياسيين، وإساءة معاملتهم".
وأوضحت أن "العلاقات الإسرائيلية مع أبو ظبي بقيت تحت الرادار بعيدا
عن الكشف في وسائل الإعلام، حتى أعلن عنها ماتي كوخافي رجل الأعمال الإسرائيلي
الذي فتح أبواب التكنولوجيا والمنتجات العسكرية الإسرائيلية أمام إمارة أبو ظبي،
وباعها معدات الأمن الداخلي لحماية منشآت الغاز والنفط البحرية في الإمارة، وزودهم
بدروع الدفاع الإلكتروني والأمن المادي للطائرات بدون طيار".
وأكدت أن "كوخافي قام بتعيين خبراء عسكريين إسرائيليين بارزين ورؤساء
سابقين للعمل في أبو ظبي مثل الجنرال عاموس مالكا الرئيس السابق للاستخبارات
العسكرية، والجنرال إيتان بن إلياهو القائد السابق لسلاح الجو (أسقط نسور الجو
المصريين طائرته وتم أسره خلال حرب أكتوبر) ونقل العشرات من الخبراء الإسرائيليين
من تل أبيب عبر قبرص لإخفاء تعاملاته مع أبو ظبي، حيث يعملون في أبو ظبي في حي فخم
منعزل، وعملوا في نوبات دورية من أسبوع إلى أسبوعين".
وختمت الصحيفة تقريرها المطول بالقول أنه "في إحدى المرات توترت علاقة
أبو ظبي مع تل أبيب لأسباب مالية مما هدد بتدمير تعاونهما الاستراتيجي ضد إيران
والإخوان المسلمين، حينها تحرك جهاز الموساد لإنقاذ العلاقات، لأن إحدى مهامه
التقليدية العمل كوزارة خارجية بديلة، وإدارة العلاقات السرية بين إسرائيل
والعالمين العربي والإسلامي".
0 تعليقات