"سمسمة" .... عالم من الفوشيا
د. محد إبراهيم بسيونى
عميد طب المنيا السابق
"سمسمة" فتاة أحبت أن تدخل عالم الإنترنت من خلال المدونات،
فقامت بعمل مدونة واختارت لها اسما رومانسيا يحمل الكثير من الأحاسيس والخلجات
الجياشة "عبرات قلب سمسمة"، وصممت لها صورة "بانر" رئيسية
لوجه امرأة وقد أخترقه رمح ذهبي دخل من العين اليمنى وخرج من فتحة الأنف اليسرى،
أما شعر المرأة فكان عبارة عن حبات من اللؤلؤ تتساقط على وجنتين حفر على كل منهما
صورة ليد ممسكة بقلب ينزف بقطرات من الدم تتساقط على شفتين التصقتا بدبوس كتب عليه:
"قلبك في جوفي وروحك في انفي فأنت معي كلما عطست".
وهنا يحتم علي الموقف أن أقول لكم أن كتابات هذه السمسمة هي أقرب ما تكون
لطلاسم حجر رشيد، فهي لا تقرأ ولا تفهم ما قرأت، فبعد أن وضعت الرتوش الأخيرة
لتدوينتها الأولى التي أسمتها "أحب الفوشيه في كل شي" وقامت بنشرها،
والتدوينه تتكلم عن اللون الفوشيه طبعاً، فسافرت بالقارئ عبر هذا اللون بدءًا من "المج
- Mug" القهوة الخاص بها وأغطية سريرها وغطاء جوالها وحلقان وخواتم
إلى بيوت المخدات، وشرحت كيف أنها تكتئب نفسياً وتأتيها الهواجس من كل حدب وصوب
وتدفعها الوساوس إلى التفكير في الانتحار اذا لم تقع عينيها على شيء "فوشي"
اللون خلال اليوم، فهذا اللون يريح أعصابها حتى أنها لا تحب كل من لا يحب هذا
اللون.
في صباح اليوم التالي فتحت الكاتبة الكبيرة سمسمة مدونتها "عبرات قلب
سمسمة" لتفاجأ بـ ٣٥٠ قراءة لتدوينتها العصماء و٤٠ تعليقاً على تلك القطعة
الأدبية التي لا يضاهيها سوى مقالات العقاد ونقد طه حسين وعبرات المنفلوطي، فكانت
التعليقات كلها تبارك ولادة كاتبة مثيرة للجدل لجرأتها في الطرح الأدبي
الميتافزيقي وقدرتها الفذة على تغيير معالم النص الأدبي من التقليدي الى النص
الأدبي الفوشيالي الذي سوف يؤدي الى إنهيار الهيكلة الأدبية للمقالات التقليدية
ويزعزع أركان وزوايا تصوير النص المعاصر.
وكان معظم المعلقين من الذكور،
أقلهم صاحب مدونة لأكثر من أربعة سنوات معروف عنه أنه صاحب قلم مميز لكنه لم يعد
كذلك في نظري بعد الأن، فكانت التعليقات بين مؤيد، ومؤيد بشدة لجمال العرض وزهو
القلم وسعادة الحبر.
الله يا سمسمة الله ربي يحرسك
لماما وبابا وأولادك وصحابتك، وهذا كاتب معروف بكتابته في الصحف المحلية أخذ يمتدح
فكرها وثقافتها وعرض عليها أن تسمح وتأذن له بمتابعة هذا المنجم الذي يفيض بالفكر
والثقافة وحتى لا يفوته شيء من كلماتها الخالدة في فنار الأدبيات الاستنباطية ذات
الضربات الإستباقية ..
وعليه العوض.
0 تعليقات