العسل المر ...
قراءة فى رهينة بقبضة الخمينى
محمود جابر
رهينة بقبضة الخمينى كتاب صدر عن دار " نيو بنجامين هاوس"
بيويورك .. وهو من تأليف روبرت دريفس بالاشتراك مع ثيرى لومارك ... تم تأليف
الكتاب فى عام 1979 وظل الكتاب لفترة طويلة محظور من التداول والنشر والترجمة وقد
ترجم إلى العربية .
فى مقدمة المقدمة يقول الكاتب فى
رسالة الى الشعب الامريكى ...
رسالة الى الشعب الامريكى ...
هذا الكتاب إدانة صريحة للدور الذى لعبه الرئيس كارتر مساهما فى سقوط الشاه
واستيلاء الخمينى على مقاليد السلطة ..... وبذلك كان الكتاب – ولا يزال- قصة تحكى
طريقة خداع الإدارة للرأي العام وللشعب الامريكى .
والكتاب مؤلف من عشر فصول ....
وسوف نختار هنا عرض جزء من الفصل الثانى :
كيف اطاح البريطانيون بالشاه
نحن الآن فى عام 1978 الاضطراب يختمر وقد اخذ الموقف يزداد سوء بعد ان عمد
الشاه الى تغيير كبار الوزراء حيث قام جمشيد اموزيغار بحملة ضد رجال الدين كان
الهدف منها تصعيد الموقف فى الشارع، وقد أوقف اموزيغار الأموال الذى كانت تدفعها
الدولة لرجال الدين دون الرجوع الى الشاه وهى محاولة منه لاستفزاز الشارع ورجال
الدين وما زاد السخط العام قيام الشرطة بالهجوم على بيت رجل الدين اية الله
شريعتمدارى .
وكان جزء من هذا التفجير وزيادة السخط يقف ورائه رئيس جهاز السافاك الجنرال
حسين فردوست الذى كان يردد لقد قرر الأمريكان التخلص من الشاه .
ولقد صرحت الأميرة اشرف أخت الشاه بانها والشاه كانا على يقين بان الجنرال
فردوست خائن للنظام .
فقد ظل فردوست يخفى كل المعلومات عن الشاه الخاصة بتصاعد الاحتجاجات
واشتعال الشارع بعد وقف الأموال التى كان يستلمها رجال الدين .
ثم بعد الثورة أصبح الجنرال فردوست واحد من رجال البوليس السرى ( السافاما)
وكان وراء مقتل الأمير شفيق فى باريس 1979 .
وفى بداية أغسطس / آب 1978 شهدت إيران أسوء عمل ارهابى فى التاريخ فبعد أسبوع
من العنف المتناثر مات 400 شخص حينما شب
حريق فى أرجاء سينما (ريكس) فى عبادان بعد
ان اشتعلت النار وأغلقت الأبواب عن عمد، وقد انتهت التحقيقات بان وراء هذا العمل
رجال الخمينى بدعم من البريطانيين .
وفى تلك الآونة قامت هيئة الإذاعة البريطانية بحملة تشوية للنظام الحاكم فى
إيران عبر إذاعتها بالفارسية .
وشهدت عموم إيران فى تلك المرحلة أعمال عنف بالغة وهى لا تدل على وجود ثورة
بقدر ما كانت عملية بناء طائفى دينى وتكييف لعواطف الخوف واليأس من أهل القرى الإيرانية
للزج بهم فى مطحنة سياسية لا تعرف الا
القسوة المنكلة بالذات .
وفى نهاية المطاف وفى الأسبوع الأول من سبتمبر أيلول 1978 وبضغط من
الجنرالات أعلن الشاه الأحكام العرفية فى البلاد ، ولعل عدم إعلان الأحكام العرفية
طول هذه المدة هى حملة حقوق الإنسان التى وجهت ضد إيران والتى تبنتها منظمة العفو
الدولية إضافة الى الضغوط التى مارسها كلا من سفير بريطانيا وأمريكا على الشاه مما
جعل الشاه مترددا طول الوقت فى اتخاذ اى تدبير تجاه ما يحدث .
وفى يوم الجمعة 8 سبتمبر ورغم وجود الأحكام العرفية إلا ان هذا لم يعمم فى
الشارع وعلى مستوى المدن الإيرانية مما سبب وفاة اكتر من 500 شخص بما عرف باسم
الجمعة السوداء .
وفى هذا اليوم كان البيت الأبيض قد حسم القضية وقرر التخلص من الشاه ، واخذ
الأمريكان فى إعداد مرحلة ما بعد الشاه ...
وتعزى كثيرا من الدوائر ان الإطاحة
بالشاه كان يقف ورائها شركة " بريتيش بتروليوم" بعد ان فشل الأمريكان
بتجديد عقد البترول الذى عقده الشاه معهم بعد خلع مصدق وعودته الى العرش فى 1953
وكان مدة العقد 25 سنة تنتهى فى 1978.
وفى أكتوبر 1978 وقت عنفوان الثورة كان الشاه والشركة الوطنية للبترول
الايرانى يتبادلون خططهم بشان مستقبل البترول فى بلادهم ، وقد رفضت شركة بتروليوم
بريتش طلبات الشركة الوطنية وامتنعت عن بيع البترول الايرانى لصالح الشركة
الوطنية، ولكنها طلبت الحق الحصرى لبيع البترول ، ولكن الشاه رفض وكان هناك خطة
تحول دون تمكن الشاه من بيع البترول وتسويقه بحرية كاملة وفق مبدأ دولة إزاء دولة
.
وفى هذا الوقت العصيب بدا إضراب عمال فى حقول النفط ووصل النفط الايرانى
الى ادني مستوياته وبذلم فقدت الدولة مداخيل أهم مورد من مواردها فى لحظة عصيبة
جدا .
وكان يقف وراء تنظيم العمال المضربين رجال دين راديكاليين بتوجيه من مؤسسة
برتراند راسيل للسلام .
واثر تلك الأحداث بدأت الاستثمارات ترحل من ايران وبدأت عملية سحب للعملات الأجنبية
واسعة من البنوك الايرانية ، وكان يقف وراء ذلك رجال البازار المرتبط ببريطانيا
وشركة بريتيش بتروليوم ، وفى اكتوبر 1978 غادر ايران نحو 700 مليون دولارا من خلال
قنوات البازار وتجار السجاد .
كل هذا الانهيار والعنف والإفلاس كان يحدث عن طريق المخابرات البريطانية
التى ظلت اليد العليا فى السوق الايرانية وتهريب البضائع والاتجار فى المخدرات
والبترول والسلاح ، وخلال تلك القنوات أيضا تم تهريب كميات كبيرة جدا من السلاح
والذخيرة لتغذية الثورة .
وبنهاية اكتوبر 1978 كان الشارع الايرانى على وعى تام بان رجال الدين
المدعومين من بريطانيا قد ملكوا طرق تقويض نظام الشاه وأركانه وكان ذلك حديث
الساعة فى طهران .
0 تعليقات