ليس لنا مطالب، بل
أهداف!
عز الدين البغدادي
هناك قصة معروفة في السيرة النبوية تقول بأنّه عندما بايع الأنصار في بيعة
العقبة الثانية قام رجل من الأنصار اسمه العباس بن عبادة الخزرجي فصاح في قومه: يا
معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ إنكم تبايعونه على كذا وكذا وكذا. واستمر
في الحديث عن ثمن المرحلة التي هم مقبلون عليها، وهذا ما أريد الحديث فيه.
المرحلة التي نحن فيها خطيرة وخطيرة جدا، بل هي واحدة من أهم المفاصل التي
مر بها العراق الحديث.
هناك شباب لا يمكن لأي كلمات أن تصف شجاعتهم ومواقفهم وتكافلهم فيما بينهم.
لكن الكثير من هؤلاء الأبطال الأبطال، ربما لا يعرفون كيف يمكن للأمور أن تسير.
إخواني الأعزاء في التنسقيات: اثق بوعيكم، أثق بعقولكم. لكني أذكركم، لا بد
من وجود تحديد ورؤية للأهداف وكيفية الوصول اليها، لا بد من أن تستعينوا بخبراء
قانونيين لتحديد كيفية الوصول الى أهدافكم.
أنتم تعيشون أياما جميلة، عيشوا هذه الأيام تمتعوا بها، أنتم تعيشون أيام
المجد العراقي. أنتم أقوياء، وعدوكم مهزوز، لقد حيرتموه حقا بشجاعتكم وقوة موقفكم،
لكنه.. وأكرر لكنه لن يستسلم بسهولة، هناك مئات السيناريوات الموضوعة لتحبط الثورة.
اي رؤية تعيش اللحظة ولا تنظر إلى المستقبل ستقع في إشكالات لا سيما عندما تكون
أمام خصم خطير..
أيضا لا بد من رفع شعارات حقيقية ومركزية تعبر عن أهداف الثورة، ليس لنا
مطالب، بل أهداف، قضيتنا ليست مطلبيه، ليست قضية سكن ولا بطالة، تجاوزنا ذلك،
قضيتنا قضية وطن سرق ودولة اختزلت في سلطة فاسدة.
أقول هذا لكي نحافظ على النصر الذي حققتها دماء شهداءنا دم صفاء ودم نور،
ودم بلال ودم ستار، ودم كل شهداء ثورة تشرين المجيدة.
وإنها لثورة حتى النصر.
0 تعليقات