آخر الأخبار

قيم السلطة... وقيم الثورة






قيم السلطة... وقيم الثورة

عز الدين البغدادي

أفرزت المرحلة السابقة واقصد بها مرحلة السلطة من 2003 الى قيام ثورة تشرين قيما قذرة سيئة، فالكل يسعى الى الربح باسرع وقت واقل جهد، الفساد ليس عيبا وبدل ان يكون امرا مشينا باعتباره سرقة وخيانة معا، فقد صار ينظر الى الفاسد باحترام، فالكل يتملقون له ويعجبون به.

لقد صار هذا قيمة عامة، الكل يريد أن يتباهى بسيارة جديدة ويريد أن يسجل اطفاله في مدرسة خاصة حتى لو كانت المدرسة الحكومية جيدة، فهو يريد ان يظهر مزهوا بثروته. بل حتى الفقراء صار المال والأبهة بالنسبة لهم قيمة، فالفقير يتحمل الجوع ليشتري جهاز موبايل جديد.

لا أحد يهتم بالمصلحة العامة، وعندما تطلب من أحد التبرع للمشاركة في تبليط شارع او ترميم مدرسة الحي فسرعان ما تسمع عبارة: "هذا شغل الدولة وليس شغلي" واحيانا، بل كثيرا ما تسمع من يسب الوطن ويرى الحديث عن الوطن والوطنية امرا مثيرا للسخرية.

بعد هذا لننظر الى قيم الثورة، فمما ميّز ثورة تشرين المجيدة أنها صنعت قيما جديدة عجيبة، قيم العطاء والعمل المشترك والتضحية، لقد برز فيها قيم الشجاعة وحب الوطن والشرف والجمال والاستعداد العالي للتضحية بكل شيء في سبيله.

لقد صرت ترى سائق التكتك الفقير يبذل من جيبه ويترك عمله ورزقه ليدعم ثورته، وترى الطبيبة الشابة الجميلة وهي تتزاحم مع اخوانها دون ان تشمئز من وسخ او دم ودون ان تخاف من اطلاقة تنهي طموحها بل وحياتها.

الكل نزلوا الى الشارع، لا فرق بين صغير وكبير، وغني وفقير، وذكر وأنثى، شباب الأحياء الفقيرة وبنات الاحياء الراقية نسجوا فيما بينهم قصّة حب للوطن. ترى الامهات يتسابقن وهن يصنعن الطعام، والمهندسين الابطال يعملون ليقدموا خدمات الكهرباء والاتصال..

وحتى مرضى السرطان نزلوا لكي لا تفوتهم شرف المشاركة في ثورة تشرين المجيدة.

انها ثورة تشرين
انه زمن العراق.

إرسال تعليق

0 تعليقات