آخر الأخبار

ذكريات_مستباحة






ذكريات_مستباحة

حيدر رشيد أبو مؤمل


شهدت الأعوام ١٩٩٦ / ١٩٩٧ /١٩٩٨ / ١٩٩٩ حتى بداية عام ٢٠٠٠ كثرة تردد القواعد الشعبية إلى النجف للقاء زعمائها الدينين، على مختلف مشاربهم، والتزود منهم وطرح الأسئلة عليهم مباشرة فيما التبس عليهم من أحكام أو أحداث تجري في الساحة بلحاظ الوضع السلطوي القمعي الحاكم في حينهما والمتمثل بحزب البعث وجلاوزته وهذا القمع الذي لم يمنع كلا من القواعد والزعامات الدينية بلقاء بعضهم البعض، في ظاهرة فريدة أستطيع أن أسميها (( ظاهرة تحدي السلطة)) ولايخفى على كل من عاش تلك المرحلة أن الفضل كل الفضل هو ظهور مرجعية السيد الشهيد الصدر الثاني ((قدس سره)) والذي أعطى بما لايقبل الشك والجدال صورة جديدة عن مهام وواجبات الحوزة غير الصورة النمطية التي كانت مرتكزة في أذهان الجماهير ، وأنا كشاهد على تلك المرحلة ويشاطرني الكثير لاحظت وشاهدت بأم عيني حلقات التدريس وتوعية الجماهير وكثرة صلوات الجماعة في الصحن الحيدري لأكثر من مرجع في وقت واحد ومنهم على ما أتذكر السيد الصدر والشيخ الغروي والشيخ البروجردي - قدس الله إسرارهم-  والسيد البغدادي وآخرين فضلا عن الجوامع ولمختلف أتباع المرجعيات ووكلائهم وفي مختلف المحافظات ...

ومن ثمرات تلك المرحلة صلاة الجمعة المباركة التي كانت بحق عيدا من الجمعة الى الجمعة وكنا ننتظرها بفارغ الصبر والتي هي الأخرى حوربت كما حورب السيد الشهيد الصدر قدس سره...

من بعض ثمرات الجمعة في تلك الأيام أنها كانت بإمامة المرجع نفسه تستمع إليه وتسمع صوته وترى مكانه واقفا بين جموع المصلين...تارة يوجه الفرد لتربية نفسه وتارة يناقش الوضع الداخلي وأخرى يناقش تداعيات الوضع الخارجي وآثاره على الأمة وترى في كل جمعة توجيها جديدا بما يتلاءم والمرحلة التي كنا نعيشها وتداعياتها الى أن وصلت الخطبة السابعة والعشرين بدا الخطاب مختلفا وأصبح في تصعيد مستمر ...

وأبدت حكومة البعث حينها قلقها حيال هذا الخطاب التصعيدي الذي بدأ يقض مضاجعها ويحرجها هي والاستكبار العالمي فضلا عن إحراجه للحوزة النجفية في حينها إلى ان وصل الخطاب ذروته في الخطبة الخامسة والأربعون وكان لابد لحكومة البعث ان تطفيء ذاك الصوت الثائر مستغلة غياب ((الحمايات)) التي يتمتع بها الكثير اليوم ((ورجوع)) جموع المصلين الى محافظاتهم لاغتياله ونجليه تاركا قدس سره إرثا كبيرا ومهما ونهجا خطه بدمه...لاسيما صلاة الجمعة والذي كان يأمل ممن يحيي هذه الشعيرة من بعده أن يعطيها حقها في استغلالها لحل مشاكل هذا البلد والخروج من أزماته ...

فسلام عليك أبا المصطفى والرحمة والغفران مابقي الليل والنهار على روحك الطاهرة ونجليك وعلى الشباب الذين استشهدوا بين يديك ومن اجل نهجك نهج محمد وآل محمد

إرسال تعليق

0 تعليقات