آخر الأخبار

إهانة الرموز وقانون ساكسونية






إهانة الرموز وقانون ساكسونية


محمود جابر

خرج علينا برلمان مصر الذى لا يستطيع متابع سياسي ذو خبرة تربو على أكثر من ربع قرن فى العمل السياسى والثقافى فى عد عشرة أعضاء من أعضاء البرلمان الموشك على الحل بحكم انتهاء صلاحيته القانونية، والذى سينفض من نفسه دون فعل فاعل .

ولكن البرلمان الذى عاش ساكنا وصامتا ومتجمدا وهادئا، ووفقا لقوانين الثبات والحركة فإنه من الحين للأخر يخرج علينا بشىء من الافتكاسات الخيميائية، والتى تضطلع بدمج مالم يدمج وفعل مالا يصح أن يفعل، ما بين قانون الحشمة وقانون العيب، ثم أخيرا قانون إهانة الرموز ...

ولا اعرف ماذا يقصد هذا – العضو- البرلمانى بالرمز ؟

فهل الرمز هو من حكم أو شارك فى الحكم مدة وبالتقادم أصبح رمزا، أم أن الرمز هو القائم على أمور البلاد الآن، ونحن نعصمة بالقانون فلا ينقد ولا يناقش أعماله ولا يخضع لفعل النكتة المصرية العريقة ...

واعتقد أن أول من حاول صناعة هذا القانون وصياغته وسباكته كان الرئيس السادات الذى فقد كل شعبيته فى الشارع بعد اتفاقية كامب ديفيد وتلحفه بالوهابية الدينية من الإخوان والسلفيين والسعودية فى مواجهة شعب مصر.

ولكن السادات بطلا وخاض حرب أكتوبر المجيدة، فهل نمحو من ذاكرتنا أنه استقدم قطعان الإخوان من بلاد العربان، ام نمحو من عقولنا نصر أكتوبر أم نقول انه معصوم ولا يناقش ما فعل ؟

فقانون العيب يتطلب مثلا أن نقول ما الفرق بين القائد إبراهيم ابن محمد على وسعد زغلول !!

ولا اعرف مثلا كيف نضع محمد نجيب من قانون العيب، فالرجل كان شريك لثورة يوليو، ثم منقلبا عليها، ثم معزولا فى بيته حتى لقى الله، والآن نحن نبنى قاعدة عسكرية هى الأضخم باسمه، فهل نحاكم بأثر رجعى من عزلوا نجيب أم نغير أسم القاعدة العسكرية الحديثة ونحاكم من اطلقوا اسمه على القاعدة  ...

الفريق الشاذلى عسكرى لا يشق له غبار، بشهادة الكبير والصغير وأصحاب الفنون العسكرية، ولكنه سجن وتمت محاكمته، وإلى الآن نحن مختلفين فى شخصه رغم أننا نعتبره – حتى المختلفين – رمزا وطنيا، فلو قررا هذا القانون هل نحاكم السادات ومبارك ؟

الرئيس الأسبق حسنى مبارك رمزا لهذه الإشكالية، فالرجل عسكرى مصرى يشهد له بالكفاءة العسكرية وخدمة المؤسسة وخدمة مصر وانه كان قائدا حرب أكتوبر، ولكن الشعب المصرى ثار عليه وتم الحكم عليه ولم يبرئ وكفى به انه عزل بأمر الشعب، فهل نعتذر للرئيس ونعتبر أن كل ما جاء بعد مبارك باطل ام انه ليس رمزا تاريخيا ونمحو من ذاكرتنا أكتوبر ؟

ولا أدرى إن أصبح مبارك بريء فما الموقف القانونى من برلمانكم الموقر الذى أسس على غير سند قانونى ؟

الحمد لله أن هذا البرلمان أصبح فى حكم المحلول وإلا لكان أمام إشكالية كبيرة كفيلة بان تقلب مصر وتاريخها رأسا على عقب ويكون هذا القانون دافعا لثورة جديدة ...



إرسال تعليق

0 تعليقات