الثورة الشيعية.... وإعادة
هوية العراق
عز الدين البغدادى
كثير من الناس (وأنا منهم في البداية ) عتبوا على أهل المناطق السنية لعدم
مشاركتهم في ثورة تشرين، وهو ما جعلها تقتصر على المناطق الشيعية، ودفع البعض الى
التحذير من اقتتال شيعي شيعي..
لقد تحمل الشيعة العبء الأكبر، لقد ألصقت بهم صورة نمطية تطعن بوطنيتهم عند
الاحتلال. ثم تم تحميلهم مسؤولية الفشل بعد 2003 رغم أنّ الشيعة كانوا هم أكثر
الناس خسارة بالعراق الجديد، فمدنهم خراب، وشبابهم عاطلون، والسلطة لا تلتفت إليهم
إلا عندما تحتاج أشخاصا كوقود للحرب سواء في الداخل أو الخارج، ورغم كل التضحيات
فقد بقي السياسيون الشيعة هم الأسوأ على الإطلاق وأكثرهم انفصالا عن واقع مجتمعهم،
وهذا ما يفسر الغيظ الكبير الموجود في نفوس أهل الناصرية وهم يعمدون إلى حرق بيوت
بعض المسئولين وهو ما كشف أيضا عن استخفاف السلطة بأرواح الناس حينما يتم قتل عدد
من المواطنين دفاعا عن مقرات أحزاب لم تقدم شيئا.
لقد سرقوا حقوق الناس وأموالهم، وباعوا لهم أوهاما دينية لا تتجاوز الطقوس أو
بعض الشكليات التي لا تغني ولا تسمن من جوع..
الآن نهض أبناء الجنوب والوسط، لقد مزق الشيعةُ بهذه الثورة بقايا
الطائفية، وجعلوا الصدارة للوطن والمواطنة، لقد قدموا صورة كبيرة رائعة متميزة
ورغم أنّ الوحدة في المواقف الوطنية الكبيرة أمر هام جدا، فإن تفرد المناطق
الشيعية بهذه الثورة أعطاها قيمة هامة لتصحيح الوضع وليأخذوا موقعهم الذي يستحقونه
باعتبارهم عراقيين اصلاء وعربا اقحاحا لا يمكن لأي غبي أو مأجور أن يزايدهم على
ذلك.
الثورة لم تحقق أهدافها السياسية بعد، لكنها حققت شيئا اكبر من اي نصر، وهو
ضرب الطائفية السياسية في الوعي العام، وهو نصر أكبر من أي نصر.
فتحية لكل أبناء الثورة، وتحية لكل من جاء إليهم وشاركهم في مواقف الشرف
ومن دعمهم أو شاركهم من أخوانهم من شباب الأعظمية والرمادي والفلوجة والحويجة
والموصل اعرف ان كثيرا من أبناء تلك المناطق جاؤوا إلى ساحة التحرير لمشاركة إخوانهم
في شرف الثورة.
0 تعليقات