آخر الأخبار

خسرتم القلوب فخسرتم المعركة








خسرتم القلوب فخسرتم المعركة


هادي جلو مرعي


سهل جدا التفريق بين التظاهرات بوصفها فعلا شعبيا جامحا نتج عن حرمان كبير عاناه الشعب، وإهمال غير مبرر من منظومة الحكم لهذا الشعب ماأدى الى أن يتحول الى مارد لاتنفع معه أساليب الترغيب، ولاالترهيب، وبين التظاهرات بوصفها فعلا نتج عن مؤامرة، وتحضيرات خارجية مطولة. لكن هل ينفع الحديث عن نظرية المؤامرة؟ بالطبع لا، وسيواجه من يتحدث بالأمر بسخرية وإستهجان وقد يهان.

 فلو قلت ذلك لقيل لك: ولماذا تركونا لنكون جزءا من مؤامرة؟ هذا يعني إن الذين خرجوا الى التظاهر، وهم فئة إجتماعية كبيرة هم جزء من المؤامرة، وبالتالي فالمؤامرة صارت رغبة شعبية، وهناك حجب للإسماع عن سماع كل تبرير وشرح. بل وإن هناك من لم يعد يقبل بالحلول التي تقدمها الحكومة، وهناك عدم ثقة كاملة، وهناك إنسداد في الأفق السياسي، فماهو الحل؟


خسارة القلوب مشكلة تحدثنا عنها طوال خمسة عشر عاما عبر التلفاز لمئات المرات، وعبر آلاف الأعمدة الصحفية، قلنا لمرات: لاينفع هذا الأسلوب في الإدارة، ولاإهمال الشعب بهذه الطريقة، ولا أن ننشغل بالقتال والنزاع والمنافسة عنه فأصبحنا مثل أب يكرس وقته للعمل، ويهمل اسرته الى ان يكتشف أنها خرجت عن المسار الذي يتوخاه ويريد، ولايعود قادرا على إستعادة الأسرة. هكذا يبدو حال النظام السياسي الذي نسي الشعب ومافيه من أمزجة وأهواء وأحلام ورغبات، وظل يريد منه أن يفكر برد الدين لمن عاشوا محنة التجربة، وواجهوا التحديات الماضية، ونسي إن الشعب هو أجيال تترى وتنسى وتفكر في المستقبل. فلافضل لأب حين يطعم صغاره، ولكنهم حين يكبرون تترتب عليهم إلتزامات مماثلة للتي يؤديها ذلك الأب عندما يكون الأبناء صغارا.


تجاهلتم طموحات الشباب، وإن الشعب ليس شكلا واحدا من الدين والمذهب والعرق والفهم والثقافة والنظرة الى الحياة، فمن يقد دولة يجب أن يلتفت الى إن فيها الوعاة والرعاة والدعاة والجياع والشباع والمرضى والأصحاء والفقراء والأغنياء، وفيها الجامح وفيها الطامح وفيها الساخط وفيها الراضي، وكل هولاء بحاجة الى من يبتكر الأساليب لإرضائهم وإشباعهم وإلا ثاروا عليه وكرهوه، وتمنوا الخلاص منه.



خسرتم القلوب، فخسرتم المعركة. 

هادي جلو مرعي


سهل جدا التفريق بين التظاهرات بوصفها فعلا شعبيا جامحا نتج عن حرمان كبير عاناه الشعب، وإهمال غير مبرر من منظومة الحكم لهذا الشعب ماأدى الى أن يتحول الى مارد لاتنفع معه أساليب الترغيب، ولاالترهيب، وبين التظاهرات بوصفها فعلا نتج عن مؤامرة، وتحضيرات خارجية مطولة. لكن هل ينفع الحديث عن نظرية المؤامرة؟ بالطبع لا، وسيواجه من يتحدث بالأمر بسخرية وإستهجان وقد يهان.

 فلو قلت ذلك لقيل لك: ولماذا تركونا لنكون جزءا من مؤامرة؟ هذا يعني إن الذين خرجوا الى التظاهر، وهم فئة إجتماعية كبيرة هم جزء من المؤامرة، وبالتالي فالمؤامرة صارت رغبة شعبية، وهناك حجب للإسماع عن سماع كل تبرير وشرح. بل وإن هناك من لم يعد يقبل بالحلول التي تقدمها الحكومة، وهناك عدم ثقة كاملة، وهناك إنسداد في الأفق السياسي، فماهو الحل؟


خسارة القلوب مشكلة تحدثنا عنها طوال خمسة عشر عاما عبر التلفاز لمئات المرات، وعبر آلاف الأعمدة الصحفية، قلنا لمرات: لاينفع هذا الأسلوب في الإدارة، ولاإهمال الشعب بهذه الطريقة، ولا أن ننشغل بالقتال والنزاع والمنافسة عنه فأصبحنا مثل أب يكرس وقته للعمل، ويهمل اسرته الى ان يكتشف أنها خرجت عن المسار الذي يتوخاه ويريد، ولايعود قادرا على إستعادة الأسرة. هكذا يبدو حال النظام السياسي الذي نسي الشعب ومافيه من أمزجة وأهواء وأحلام ورغبات، وظل يريد منه أن يفكر برد الدين لمن عاشوا محنة التجربة، وواجهوا التحديات الماضية، ونسي إن الشعب هو أجيال تترى وتنسى وتفكر في المستقبل. فلافضل لأب حين يطعم صغاره، ولكنهم حين يكبرون تترتب عليهم إلتزامات مماثلة للتي يؤديها ذلك الأب عندما يكون الأبناء صغارا.


تجاهلتم طموحات الشباب، وإن الشعب ليس شكلا واحدا من الدين والمذهب والعرق والفهم والثقافة والنظرة الى الحياة، فمن يقد دولة يجب أن يلتفت الى إن فيها الوعاة والرعاة والدعاة والجياع والشباع والمرضى والأصحاء والفقراء والأغنياء، وفيها الجامح وفيها الطامح وفيها الساخط وفيها الراضي، وكل هولاء بحاجة الى من يبتكر الأساليب لإرضائهم وإشباعهم وإلا ثاروا عليه وكرهوه، وتمنوا الخلاص منه.


خسرتم القلوب، فخسرتم المعركة.

إرسال تعليق

0 تعليقات