آخر الأخبار

الثورة بين النجاح.... والفشل







الثورة بين النجاح.... والفشل


عز الدين البغدادي

بلا شك فإن ثورة تشرين ستدخل، بل دخلت التاريخ فعلا كإحدى أعظم الثورات في تاريخ العراق، انها ليست ثورة شرف وشجاعة فقط، بل ثورة رقيّ وذوق وجمال، ثورة شعور عال بالمسؤولية ووعي عميق، وكيف لا وهي الثورة التي انبثقت من جراحنا، وهي الثورة التي جمعتنا: صغارا وشبابا وكبارا، رجالا ونساء، عربا وكردا، سنة وشيعة، فقراء وأغنياء، بمختلف التوجهات الفكرية، وبمختلف المستويات الاقتصادية.


إلا أنّ أبطال الثورة من الشباب وهم منشغلون بواجباتهم ومشغولون بفرحهم وهم يشعرون أنهم انجزوا واجبهم وارتفع لديهم منسوب احترام الذات بسبب احترامهم لوطنهم ونصرتهم لهم؛ عليهم أن ينتبهوا جيدا.


إنه لأمر خطير أن يستمر العمل الشبابي الحماسي دون تطوير خطوات عملية لتكوين رؤية نظرية وقيادة محددة. خطبة رئيس الجمهورية كما رأيناها كانت كما كان متوقعا بنفس أسلوبه الذي يعتمد الدوران والطرح بطريقة التفافية. كما انها كما يبدو لي أعطت تصورا مبكرا عن خطبة الجمعة يوم غد التي يبدو (وأرجو أن أكون مخطئا) أنه لن يكون فيها جديد، لا سيما وأنه لا يمكن غيرهم صالح أن يطرح شيئا دون أن يتصل بالنجف ويأخذ رأيها.


ما يحدث في ساحة التحرير بمساحتها الصغيرة ينظر اليه الآن العالم كله، هناك جهات تتآمر، وهناك جهات ترى أنّ عمرها السياسي قد انتهى، لكن هناك جهات ترى ويطلب منها أن تستمر لآخر رمق فيها، فالمسألة كما يقول شكسبير: "أن أكون أو لا أكون".

كل الاحتمالات مفتوحة، كلها، بما فيها الاحتمالات السيئة، والألاعيب كثيرة، والمكر له أهله، لذا يجب حتى نحقق أهدافنا أن نقدّم أسوأ الاحتمالات ونتهيأ لها.. فهؤلاء هددوا بشكل واضح بالحرب الأهلية، لذا لا بد من بلورة رؤية واضحة محددة. فالأمر ليس سهلا بأي حال، والثورة لا زالت في أول مراحلها، والنصر لا زال لم تتضح بوادره بعد.

والله المستعان وهو المعين... وللعراق ربّ يحميه.

إرسال تعليق

0 تعليقات