الرموز المصرية
د. محمد إبراهيم بسيونى
عميد طب المنيا السابق
من حقنا أن نتساءل قبل إصدار أي قانون من هم الرموز؟
وما الجهة المنوط بها تحديد
الرموز؟
في المجتمع المصري، وأي مجتمع ليس
هناك تيارا واحدا ما عدا المجتمعات الفاشية. ففي كل مجتمع هناك تيار ليبرالي،
وتيار محافظ، هناك تيار يساري، وتيار شيوعي، وبالطبع هنا في مجتمعات الشرق الأوسط
لدينا تيارات إسلامية عديدة، من يقول أن هذا رمز او لا؟!
وإذا استعرضنا تاريخنا الثقافي
سنجد مثلا أن التيار الليبرالي وبعض اليساريين يرون في الدكتور طه حسين رائد من
رواد التنوير بينما تراه بعض التيارات الإسلامية كافر. وإذا نظرنا مثلا للتاريخ السياسي
يري الليبراليون الزعيم سعد زغلول قائدا للثورة بينما يراه بعض الماركسيون خائنا
لها لأنه عمل علي كبح جماحها.
وكذلك يري الكثير الرئيس جمال عبد الناصر نصير الفقراء بينما يراه آخرون
سبب بلاوي مصر الحالية كلها. حتى في المجال الكروي هناك اختلاف فالكثير يري محمد
أبو تريكة قديس والآخر يرونه إرهابيا.
والاختلاف موجود داخل التيار الواحد فبعض الماركسيين يرون في الدكتور رفعت
السعيد لينين المصري بينما يراه الآخرون عميل للمخابرات الأمريكية. ويري الإخوان
المسلمون حسن البنا شهيدا، بينما تعتبره بعض الجماعات الإسلامية ألآخري مجتهد،
ويراه آخرون من جماعات الإسلام السياسي منافق.
في النهاية أتساءل هل إذا تجرأت ووجهت نقدا للأستاذ مرتضي منصور سأحاكم
بتهمة إهانة رمز رياضي، بالطبع لن اسأل عن من سيوجه النقد لرئيس مصر كلها الرئيس
السيسي.
يبدو لي أننا مسموح لنا فقط بنقد شعبان عبد الرحيم إلا إذا اعتبرته الحكومة
رمز غنائي.
0 تعليقات