ورحل الباجه جي
عز الدين البغدادي
توفي أمس عضو مجلس الحكم عدنان الباججي، احد أقدم السياسيين العراقيين
والعرب، لا أشك في أنه كان أطهر عقلا من زملائه في مجلس الحكم، لكنه للأسف لم يطهر
نفسه عن مشاركتهم في الغنائم.
لا أريد أن اكتب عن وزير الخارجية السابق، بل عن والده مزاحم أمين الباجه
جي، وهو أحد أغرب شخصيات العهد الملكي وهو أيضا تجاوز عمره التسعين عندما توفي سنة
1982. يرجع أصل أسرته لمدينة الموصل من قبيلة شمر العربية، شغل مناصب سياسية
ودبلوماسية كثيرة.
إلا أن الغريب فيه هو أن هذا الرجل رغم كونه من رجال العهد الملكي إلا أنه
كان له توجه قومي قومي يتجاوز رؤية الأسرة الهاشمية التي تعد نفسها ممثلة العرب
بعد الثورة الكبرى. في أيام حرب فلسطين كان رئيسا للوزراء وقد قام بإرسال أكبر عدد
من الجنود من كل الجيوش العربية إلى فلسطين من أجل إنقاذ الفلسطينيين. إلا أن
مواقفه رفضت من قبل الأسرتين الهاشميتين في العراق والأردن، وعندما لاحظ تلاعب
وعدم جدية الملك عبد الله ( وهو ما أكدته لاحقا المصادر الصهيونية) أقترح مزاحم
الباجه جي على رئيس وزراء مصر النقراشي باشا أن يحتل الجيش العراقي والجيش المصري
الأردن ويعتقلا الملك عبد الله ويخلصا العرب منه!!!!
إلا أن الجانب المصري رفض ذلك.
وعندما قدمت أفكار أردنية تعلق بإيقاف الحرب رفض الباججي واعتبر الاقتراح الأردني
مجرد استسلام وخيانة وصرخ على بقية الحكام العرب الذين كانوا موجودين في اللقاء
ورفض الهدنة بكل شدة. وقد مدحه الجواهري لذلك في قصيدة له.
كان معجبا جدا بقادة ثورة أو انقلاب 23 يوليو، وقد سافر الى القاهر والتقى
بقادة الثورة سنة 1954، وقيل بأنه تبرع بمبلغ من المال لتسليح الجيش المصري ،
وتلقى كتاب شكر من جمال عبد الناصر رئيس مجلس الوزراء المصري على مبادرته الكريمة
في دعم القوات المسلحة المصرية لاستكمال أسباب الدفاع عن مصر " والذود عن
كيان العروبة وشعوبها والقضاء على كل معتد على أراضيها".
وبسبب علاقاته الوثيقة بمصر وتأييده لسياسة ناصر فقد كتبت دائرة التحقيقات
الجنائية العراقية عنه تقريراً في عام 1956 أشارت فيه إلى انه أصبح داعية لحكومة
مصر ، وتبرع لها بمبلغ من المال ، وانه يؤيد سياستها في المحافل السياسية العراقية
، وطالبت بمتابعته.
ورغم انه من رجال العهد الملكي إلا انه عند قيام ثورة تموز وسقوط الملكية أسرع
بتأييد الحكم الجمهوري، وأرسل برقية تهنئة رغم انه تألم على المصير الذي ألم
بالعائلة المالكة العراقية من قتل وسحل في الشوارع وتمثيل في الجثث، فضلاً عما حل
بغريمه نوري السعيد الذي قتل في اليوم التالي من قيام الثورة في أحد شوارع بغداد.
أصيب وهو في سن 72 بصمم كامل وهو ما جعله يعتزل ليعيش حياة هادئة، توفي في
جنيف سنة 1982 ليدفن في المقبرة الإسلامية هناك.
طبعا هذا المنشور من باب المعلومة فقط وليس الهدف منه تقييم مواقفه سلبا أو
إيجابا.
2 تعليقات
ردحذفكان رمزا للعروبه وكان معاديا للخونه العرب وملوكهم العملاء--رحم الله الرجل العالم والقائد والرجل فى زمن عز فيه الرجال--الله يرحمه ويجعل قبره روضه من الجنه --رحم الله المناضل عدنان الباججي وعوض العروبة عنه خيرا
اللهم امين شكرا على مروركم
ردحذف