آخر الأخبار

معاهدة لوزان ...




معاهدة لوزان ...


 مجدى شعبان

تم توقيعها في 24 يوليو 1923 في  سويسرا نتج عنها إعتراف دولي بجمهورية تركيا التي ورثت محل الإمبراطورية العثمانية.

تنازلت فيها تركيا عن قبرص ومصر والسودان والعراق وسوريا..
 كما تنازلت تركيا عن إمتيازاتها في ليبيا .

في المقابل أعيد ترسيم الحدود مع سوريا بما يشمل ضم أراض واسعة من الأراضي السورية  ...

لم ينس الأتراك يوما هذه المعاهدة التي تسببت بتقليصٍ جغرافيا الدولة التركية الحديثة، وإلزامها بالتنازل عن مساحات كبيرة كانت تتبع لها.

لذلك لم يكن غريبا تطرق الرئيس التركي أردوغان لها لإيصال رسالةٍ تاريخيةٍ وسياسيةٍ إلى الخارج باهتمام تركيا بالتخلص من آثار الاتفاقية واستعادة حقوقها، التي اغتصبتها دول الحلفاء كما ترى تركيا التي تعد نصوص الاتفاقية مجحفة بحقوقها.

تأسست الجمهورية التركية الحديثة برئاسة مصطفي كمال أتاتورك  بناءً على معاهدة لوزان 1923 وقد تم إلغاء الخلافة، ونفي الخليفة وأسرته خارج تركيا، ومصادرة جميع أمواله، وإعلان علمانية الدولة، ومنع تركيا من التنقيب عن البترول واعتبار مضيق البسفور الرابط بين البحر الأسود وبحر مرمرة، ثم إلى البحر المتوسط ممرا دوليا لا يحق لتركيا تحصيل رسوم من السفن المارة فيه....

و بحلول 2023 تنتهي مدة المعاهدة التي يكون قد مر عليها مائة عام، ومن هنا تفهم تصريحات أردوغان ، اذ ستدخل تركيا عهدا جديدا، وستشرع في التنقيب عن النفط, وحفر قناة جديدة تربط بين البحرين الأسود ومرمرة تمهيدا للبدء في تحصيل الرسوم من السفن المارة ..

ومن هنا يمكن فهم بعض أوجه الخلاف الدائر الان بين تركيا والغرب.

ومع قرب انتهاء المعاهدة يعتقد ان “الرسالة المتداولة” سببت التوتر السياسي بين تركيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي، بعد مرور مائة عام على توقيعها.

سيكون بإمكان تركيا بعد انتهاء مدة المعاهدة، التنقيب عن النفط، وتنضم إلى قائمة الدول المنتجة للنفط، إلى جانب تحصيل رسوم من السفن المارة عبر مضيق البوسفور، وحفر قناة جديدة تربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة، والتي كانت محظورة على تركيا حسب معاهدة لوزان؛ تمهيدا للبدء في تحصيل الرسوم من السفن المارة.
ويمكننا فهم بعض أوجه الخلافات المستمرة بين تركيا والغرب بان الدول الغربية تخشى مع انتهاء المعاهدة ان تجد تركيا ما يبرر تدخلها في الموصل ، التي كانت تابعة لتركيا طوال 4 قرون حتى فقدتها في الحرب العالمية الأولى.

ولوزان الثانية:

 اليوم على طاولة النقاش ، اذ بدأت المخاوف من انقضاء المدة تطفو على السطح ، وربط ذلك بمحاولة الانقلاب على اردوغان في منتصف 2016 ،ومع معركة الرقة والموصل.

والسؤال: هل عند انتهاء مدة “معاهدة لوزان 2” ستعود تركيا امبراطورية عثمانية حديثة في المنطقة ؟ وهل ستتغير الخريطة الجيوسياسية والاقتصادية ، ويشهد العالم دخول مرحلة جديدة برجوع الارث العثماني؟

وكيف ستتعامل القوى العظمى الحالية مع المطالب التركية ؟ وهل سنشهد حروبا قبل 2023، ومن سيقود ذلك التغيير.؟

إرسال تعليق

0 تعليقات