مسلمو غرناطة
يهاجمون القصر الملكي ويصلبون الوزير
سامح جميل
في مثل هذا اليوم 30 ديسمبر1066م..
مسلمو غرناطة يهاجمون القصر الملكي
ويصلبون الوزير اليهودي يوسف بن نغريلا وقتل معظم السكان اليهود في المدينة بما
سمي مجزرة غرناطة..
في 30 ديسمبر سنة 1066
م اقتحمت مجموعة كبيرة من العرب المسلمين غرناطة باقتحام
البلاط الملكي و قاموا بصلب و قتل الوزير اليهودي يوسف ابن نغريلة الذي كان ذو
مكانة متميزة كحال ابيه في بلاط السلالة الصنهاجية الامازيغية الحاكمة الزيريون.
بعد صلب الوزير ابن نغريلة توجه المسلمون الى المدينة و قاموا بذبح 4000
يهودي من سكان المدينة .
من أهم أسباب المذبحة هو الغضب الذي ولدته سياسة التسامح الكبير التي
انتهجتها السلالة الامازيغية الحاكمة اتجاه اليهود و المكانة الرفيعة التي حظي بها
الوزير اليهودي شموئيل اللاوي ابن نغريلة صاحب اكبر مكتبة شخصية في الاندلس و ابنه
يوسف من بعده .
الشاعر الاندلسي ابو اسحاق الإلبيري لعب دورا كبيرا في التحريض على الساكنة
اليهودية و الثورة ضد سياسة التسامح السائدة في المدينة .
حيث ردد المسلمون ابياته الشعرية عند صلبهم للوزير ابن نغريلة.
ألا قل لصنهاجة
أجمعين بدور الندي وأسد العرين
لقد زل سيدكم زلة
تقر بها أعين الشامتين
تخير كاتبه كافرا
ولو شاء كان من المسلمين
فعز اليهود به
وانتخوا وتاهوا وكانوا من الأرذلين...
ترك باديس بن حبوس الشأن الداخلي في إمارته لوزيره اليهودي يوسف بن نغرالة،
الذي استأثر بالسلطات ونصّب العمال والجباة من اليهود.وقد أبدى ابن نغرالة همة في
جمع الأموال، جعلت له حظوة عند باديس. أثار ذلك الاستئثار والتملك حسد بلقين أكبر
أبناء باديس، فعمل على الإيقاع بابن نغرالة. أدرك ابن نغرالة نوايا بلقين، فدعاه
للشراب، ودس له سمًا في شرابه مات بعده بلقين بيومين عام 456 هـ، واتهم فيها بعض
جواري القصر.وفي عام 458 هـ، راسل أهل مالقة المعتضد بن عباد يدعونه لضم مالقة،
وتخليضهم من الحكام البربر، فأرسل لهم جيش يقوده ابنيه جابر والمعتمد، لكنهما فشلا
في هزيمة حاميتها، ثم ما لبث أن أدرك باديس المدينة، وهزم جيش بني عباد وفر جابر
والمعتمد بجيشهما إلى رندة.
أحس يوسف بن نغرالة بعد ذلك بتغير باديس عليه، فراسل المعتصم بن صمادح صاحب
ألمرية يدعوه للاستيلاء على غرناطة كان المعتصم وباديس أصدقاء منذ أن ساعد باديس
المعتصم عندما أراد ابن أبي عامر استرداد ألمرية.كانت غرناطة في تلك الفترة تتأجج
ضد اليهود لما أرهقوا به الناس من شدة في الجباية والمعاملة إرضاءً للأمير. وزاد
ذلك ما كان يتداول من شعر أبي إسحاق الألبيري الذي دعا فيه أهل غرناطة للثورة على
ظلم اليهود بين العامة. أدى ذلك إلى اشتعال الثورة في 30ديسمبر1066، بعد أن حدثت
مشادة في قصر ابن نغرالة، خرج على إثرها عبد وأشاع أن ابن صمادح سيهاجم المدينة. هاجم
الناس القصر، وقتلوا ابن نغرالة، وهاجموا اليهود في كل مكان وفتكوا بعدد كبير منهم.
واستغل ابن صمادح الاضطراب في غرناطة وضم وادي آش. سار باديس بعد ذلك لقتال ابن
صمادح، بمعاونة من المأمون بن ذي النون صاحب طليطلة على أن يتنازل له عن مدينة
بسطة، وبدأ بمهاجمة وادي آش، استسلمت وادي آش، ثم اعتذر ابن صمادح لباديس وعادت
الأمور بينهما إلى سابقها. ثم أقنعه أحد وزرائه بانتزاع بياسة من يد علي بن مجاهد
العامري، ونجح باديس في ذلك...!!
0 تعليقات