آخر الأخبار

من يقف وراء التحريض على الكراهية..؟


من يقف وراء التحريض على الكراهية..؟


شواهد تكشف زيف أمريكا لتبنيها قيم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان..








بقلم / سجاد الحسيني

لم تقتصر الصناعة على التقنيات والتكنلوجيا والاشياء الاخرى، بل شهد العالم مفاهيم جديدة للصناعة، كصناعة الارهاب وصناعة الموت وصناعة الرأي العام وما يهمنا هو صناعة الكراهية،،

صناعة الكراهية أحد أهم الأسلحة المستخدمة في الحروب النفسية وأهم أدوات نظام تفكيك البنى والتماسك الاجتماعي. فالحروب العسكرية تستهدف حياة البشر وممتلكاتهم المادية، فيما الحروب النفسية تستهدف السلوك الاجتماعي من خلال التأثير على أفكارهم وحالتهم المعنوية. وتصنع الكراهية عبر نشر الأكاذيب وتزوير الحقائق واختلاق الأحداث والتلاعب بالعقول والافتراء على الآخرين وتزيين الباطل. وهذا يؤدي إلى توفير البيئة التي ترعى الكراهية والمعاداة ليشتد عود الضغائن، ثم تتحول الكراهية إلى أفكار وعقائد قبل أن تصبح سلوكاً عدوانياً متطرفاً. الكراهية وتغذيتها تشكل الحاضنة الملائمة للعنف والإرهاب.

بثت قناة الحرة الامريكية تقريرا متلفز حول سعي الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة هذا الخطاب ،
اذ قامت منظمة Peace tech lab التابعة للمعهد الأمريكي للسلام بحملة لمناهضة التحريض، وحددت مديرة المنظمة  "دينا نجم الدين" مجموعة كلمات متداولة في العراق وعدتها ضمن خطاب التحريض على الكراهية وابرز هذه المفردات هي ( عباد الصليب ، الملحد ، الغجر ، الشروكي ، الذمي)
وان كانت هذه المفردات بعيدة كل البعد عن مفهوم التحريض والكراهية الواسع الا ان هدف المنظمة لم يكن هدفا انسانيا حقيقيا، اذ كل ما في الامر ان هدف الحملة هو ترويج للعولمة التي تهدف الى دمج العالم بعد طمس كل الهويات والخصوصيات ،
ففي العراق لم يكن اي من التسميات اعلاه انتقاصا فكلمة الذمي مصطلح شرعي قديم يستخدم لتميز من يدين بالديانة غير الإسلامية ويعيش في المجتمع الإسلامي،
اما الملحد فهي تسمية تطلق على الشخص الذي لايؤمن بوجود الخالق، ليس انتقاصا بقدر ماهي تسمية تطلق على من يعتقد بهذا الاعتقاد ،
وكذلك المصطلحات الاخرى هي مستساغة لايراد منها الانتقاص، لذا ارى ان هذه الحملة تروج لتقبل الملحد والذي يدعوا للالحاد في المجتمعات الإسلامية،
والى قبول (الغجري) الذي يتجاهر بفعل الزنا والفاحشة،،
فهي بشكل وباخر تحريض وان كان عنوانها محاربة التحريض!!

الكراهية لغة هي القبح واثارة الاشمئزاز والبغض حول شيء ما، وان جرائم الكراهية خطيرة ومتنوعة ، تصل الى منع الفرد او الجماعة من السفر او العوده الى الوطن وتشمل حملات التهجير القسري ، فالشعور بالكراهية يعد تهديدا خطيرا على المجتمع ويهدد السلم الأهلي ، وفي العراق لم يحدث ذلك مع المفردات التي حددتها المنظمة والمعهد الامريكي!!

حدثت على مر التأريخ الكثير من حروب الكراهية والتحريض، التي ترعاها الدول الكبرى المستبدة والانظمة الدكتاتورية والكيانات الارهابية التي تهدف الى اشعال فتيل الحروب والاقتتال بين الشعوب او بين الشعب الواحد، وابرز خطاب هو الذي تبنته الولايات المتحدة الأمريكية بعد احداث تفجير برج التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001، اذ قادة الولايات المتحدة الأمريكية اشرس حملة شهدها العصر الحديث لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم وجندت لهذا الغرض ملايين الدولارات واستطاعت ان تقنع و تحشد الراي العام العالمي ، حتى شكلت تحالف دولي مكن لها احتلال البلدان  الشرق الاوسط ،

ونذكر ايضا  المجازر والمذابح التي ارتكبتها الصهيونية وإسرائيل عبر العصابات الإرهابية بدءًا من عصابة “هاشومير” التي تأسست عام 1909 مروراً بعصابة “الهاغاناه” عام 1921 وفرق “المالباخ” عام 1936 و”شتيرن” و”الأرغون” وسواها، بحق الشعب الفلسطيني. ويؤكد التاريخ أن اليهود ارتكبوا في فلسطين حملات مكثفة ومخططة من العنف والإرهاب والكراهية ذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء من النساء والأطفال، وما زالت مستمرة حتى اللحظة.

في القارة الأميركية التي وصلها المستكشف الإسباني كريستوفر كولومبس ارتكب المسيحيون الأوروبيون البيض جرائم إبادة وحشية بحق السكان الأصليين، حيث اعتبرت القوى الأوروبية المستعمرة أن سكان البلاد عبارة عن كائنات منحطة بالوراثة، وأقل منزلة من الإنكليز والإسبان وبقية الأوروبيين. هذه النظرة المشبعة بالكراهية والعنصرية والاستعلاء شكّلت بداية حروب الإبادة التي جرّدت السكان الأصليين من إنسانيتهم وارتكاب المذابح الوحشية ضدهم.

هنا تماماً يكشف زيف قيام أميركا على قيم العدالة والمساواة والحرية، فهي دولة بنيت بواسطة أبشع أنواع الإرهاب، وذلك عن طريق إبادة عشرات الملايين من الهنود الحمر، ولا زال الإرهاب الأميركي يصول ويجول في أماكن متعددة من العالم يبحث عن هنود جدد.

فكيف لدولة قامت على الدماء والقتل والتهجير ان تتبنى خطاب المساواة وحقوق الإنسان ومناهضة العنف وغيرها من المصطلحات المعسولة!!

إرسال تعليق

0 تعليقات