مكافحة الإرهاب
د. محمد إبراهيم بسيونى
عميد طب المنيا السابق
مكافحة الإرهاب يجب أن تبدأ عبر تغيير مناهج الدراسة وخطب المساجد ودروس
الوعظ الديني التي زرعت الكراهية في قلوب الناس وتمجّد تاريخا مزيّفا.
لن يتوقف الإرهاب مادام بعض خوارج
العصر مسيطرين علي بعض منابر الوعظ الديني يحرضون وينظرون للإرهاب ويتركون
لأتباعهم التنفيذ. فشُهرة التافهين واللصوص والأوغاد لم تكن لتحدث لولا شعوب
متخلفة تُفضلُ السخافة لملئ أوقات فراغها. نتذكرُ جيدًا كيف كان التصوير ضلالاً
وكُفرًا بواحًا بالنص والدليل القطعي بلا نقاش، اليوم صورهم تُنافس صور الفنانين
والراقصات. هذا مثال لتصدي الواعظ لكل فكرةٍ حديثة بتمويه النص او تطويعه لمصلحته
لتُبقي له سلطة التحكم في البسطاء الجهلاء، وبالتالي الثروة. الفكر الوعظي،
الديني، محكوم بنصوص وروايات جامدة، وحين يواجهُ تقنية جديدة يبدأ بالتخبط لأنه
يحمل فكرًا جامدًا.
فحين تقرأ كتاب مثل "إعلان النكير علي المفتونين بالتصوير" مثلًا،
تجد موقفًا لا يقبل النقاش في كُفر التصوير، كُلهُ بالدليل والنص القطعي، ماذا جرى
اليوم.
أو في كتاب "الصواعق الشديدة علي أتباع الهيئة الجديدة" في تكفير
وضلال من يقول بدوران الأرض، أيضًا بالأدلة التي لا مجال لك في مناقشتها. ما نفهمه
إذن أن وعاظ اليوم زنادقة بتعاريف وفهم وعاظ الأمس، حسب النص والدليل.
الآن يقع هذا الفكر في مصيدة لا يمكنه الخُروج منها، إصراره لفرض نفسه
قانونًا للحياة جعلهُ يناقض نفسه بمرور الزمن. ببساطة، الفكر المحافظ لا يمكنه
التزامن مع الحياة لأنها ذات نسق مُتغير وهو ذو طبع جامد، وحين يصطدم بالمُتغيرات
فلا يرى لها نصًا فيمنعها.
0 تعليقات